.. فقال لهم : ما يمنعكم أن تحيوني بتحيتي؟ قالوا : إنا حييناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة. فقال لهم : ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه؟ قالوا : يقول عبدالله ورسوله، وكلمة من الله، وروح منه ألقاها إلى مريم، ويقول في مريم : إنها العذراء الطيبة البتول. قال : فأخذ عوداً من الأرض فقال : ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم هذا العود، فكره المشركون قوله وتغير لون وجوههم، فقال : هل تقرأون شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا : نعم. قال : فاقرأوا وحوله القسيسون والرهبان وسائر النصارى، فجعلت طائفة من القسيسسن والرهبان كلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق. قال الله ﴿ ذلك بأن منهم قسيسيين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ﴾ «.
وأخرج الطبراني عن سلمان في إسلامه قال »
لما قدم النبي الله ﷺ المدينة صنعت طعاماً، فجئت به فقال : ما هذا؟ قلت : صدقة. فقال لأصحابه : كلوا ولم يأكل، ثم إني رجعت حتى جمعت طعاماً فأتيته به فقال : ما هذا؟ قلت : هدية. فأكل وقال لأصحابه : كلوا. قلت يا رسول الله، أخبرني عن النصارى؟ قال : لا خير فيهم ولا فيمن أحبهم، فقمت وأنا مثقل، فأنزل الله ﴿ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ﴾ حتى بلغ ﴿ تفيض من الدمع ﴾ فأرسل إلىَّ رسول الله ﷺ فقال لي : يا سلمان، إن أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله «.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ ولتجدن أقربهم مودة... ﴾ الآية. قال : أناس من أهل الكتاب، كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى يؤمنون به وينتهون إليه، فلما بعث الله محمداً صدقوه وآمنوا به وعرفوا ما جاء به من الحق أنه من الله، فأثنى عليهم بما تسمعون.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والحارث بن أسامة في مسنده والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار وابن الأنباري في المصاحف وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان »
أنه سئل عن قوله ﴿ ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً ﴾ قال : الرهبان الذين في الصوامع، نزلت على رسول الله ﷺ ﴿ ذلك بأن منهم صديقين ورهباناً ﴾ ولفظ البزار دع القسيسين؛ أقرأني رسول الله ﷺ ﴿ ذلك بأن منهم صديقين ﴾ ولفظ الحكيم الترمذي : قرأت على النبي ﷺ ﴿ ذلك بأن منهم قسيسين ﴾ فأقرأني ﴿ ذلك بأن منهم صديقين ﴾.


الصفحة التالية
Icon