وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه « عن النبي ﷺ قال كتب الله عليكم الحج. فقال رجل : يا رسول الله، كل عام؟ فأعرض عنه ثم قال : والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ما أطقتموها، ولو تركتموها لكفرتم، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء... ﴾ الآية ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال « جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : أين أبي؟ قال : في النار. ثم جاء آخر فقال : يا رسول الله، الحج كل عام؟ فغضب رسول الله ﷺ، فحول وركه فدخل البيت، ثم خرج فقال : لم تسألوني عما لا أسألكم عنه؟! ثم قال : والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت عليكم كل عام ثم لكفرتم، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء... ﴾ الآية ».
وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والحاكم وابن مردويه عن علي قال « لما نزلت ﴿ ولله على الناس حجُّ البيت ﴾ [ آل عمران : ٩٧ ] قالوا : يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت ثم قالوا : أفي كل عام؟ قال : لا : ولو قلت نعم لوجبت، فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال « لما نزلت آية الحج أذن النبي ﷺ في الناس، فقال : يا أيها الناس، إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا. فقالوا : يا رسول الله، أعاماً واحداً أم كل عام؟ فقال : لا، بل عاماً واحداً، ولو قلت كل عام لوجبت، ولو وجبت لكفرتم، وأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ﴾ الآية ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس « أن رسول الله ﷺ أذن في الناس فقال : يا قوم، كتب عليكم الحج، فقام رجل من بني أسد فقال : يا رسول الله، أفي كل عام؟ فغضب غضباً شديداً فقال : والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم وإذن لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم، وإذا أمرتكم بشيء فافعلوا، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه، فأنزل الله ﴿ لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ نهاهم أن يسألوا عن مثل الذي سألت النصارى من المائدة، فأصبحوا بها كافرين، فنهى الله عن ذلك وقال ﴿ لا تسألوا عن أشياء ﴾ أي إن نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك ولكن انتظروا، فإذا نزل القرآن فإنكم لا تسألون عن شيء إلا وجدتم تبيانه ».