وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن نافع في قوله ﴿ لا تسألوا عن أشياء ﴾ قال : ما زال كثرة السؤال مذ قط تكره.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم. أنه قرأ ﴿ تبد لكم ﴾ برفع التاء ونصب الدال.
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الملك بن أبي جمعة الأزدي قال : سألت الحسن عن كسب الكناس فقال لي : ويحك... ! ما تسأل عن شيء لو ترك في منازلكم لضاقت عليكم، ثم تلا هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾.
وأخرج أحمد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة « أن رسول الله ﷺ وقف في حجة الوداع، وهو مردف الفضل بن عباس على جمل آدم، فقال : يا أيها الناس، خذوا العلم قبل رفعه وقبضه. قال : وكنا نهاب مسألته بعد تنزيل الله الآية ﴿ لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ فقدمنا إليه أعرابياً، فرشوناه برداء على مسألته فاعتم بها حتى رأيت حاشية البرد على حاجبه الأيمن، وقلنا له : سل رسول الله ﷺ كيف يرفع العلم وهذا القرآن بين أظهرنا، وقد تعلمناه وعلمناه نساءنا وذرارينا وخدامنا؟ فرفع رسول الله ﷺ رأسه، قد علا وجهه حمرة من الغضب فقال : أوليست اليهود والنصارى بين أظهرها المصاحف، وقد أصبحوا ما يتعلقون منها بحرف مما جاء به أنبياؤهم، ألا وإن ذهاب العلم أن تذهب حملته ».
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات « عن أبي مالك الأشعري قال : كنت عند النبي ﷺ، فنزلت هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ﴾ قال : فنحن نسأله إذ قال : إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة. فقال أعرابي : من هم يا رسول الله؟ قال : هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى من شعوب القبائل، لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها، ولا دنيا يتبادلون بها، يتحابون بروح الله، يجعل الله وجوههم نوراً، ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون ».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن عبدالله بن مالك بن بحينة قال :« صلى رسول الله ﷺ على أهل المقبرة ثلاث مرات، وذلك بعد نزول هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ فاسكت القوم. فقام أبو بكر، فأتى عائشة فقال : إن النبي ﷺ صلى على أهل المقبرة؟ فقالت عائشة : صليت على أهل المقبرة؟ فقال رسول الله ﷺ : تلك مقبرة بعسقلان يحشر منها سبعون ألف شهيد ».