وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة قال : قال رجل لسعيد بن جبير : أما رأيت ابن عباس حين سئل عن هذه الآية ﴿ والمحصنات من النساء ﴾ فلم يقل فيها شيئاً؟ فقال : كان لا يعلمها.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : لو أعلم من يفسر لي هذه الآية لضربت إليه أكباد الإبل، قوله ﴿ والمحصنات من النساء... ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي السوداء قال : سألت عكرمة عن هذه الآية ﴿ والمحصنات من النساء ﴾ فقال : لا أدري... !
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال : قال النبي ﷺ « الإحصان إحصانان : إحصان نكاح، وإحصان عفاف » قال ابن أبي حاتم : قال أبي : هذا حديث منكر.
وأخرج ابن جرير عن ابن شهاب أنه سئل عن قوله ﴿ والمحصنات من النساء ﴾ قال : نرى أنه حرم في هذه الآية ﴿ المحصنات من النساء ﴾ ذوات الأزواج أن ينكحن مع أزواجهن، والمحصنات العفائف، ولا يحللن إلا بنكاح أوملك يمين، والإحصان إحصانان : إحصان تزويج، وإحصان عفاف في الحرائر والمملوكات، كل ذلك حرم الله إلا بنكاح أوملك يمين.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد. أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن ﴿ والمحصنات ﴾ [ المائدة : ٥ ] بكسر الصاد إلا التي في النساء ﴿ والمحصنات ﴾ من النساء بالنصب.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه قرأ ﴿ والمحصنات من النساء ﴾ بنصب الصاد، وكان يحيى بن وثاب يقرأ ﴿ والمحصنات ﴾ بكسر الصاد.
وأخرج عبد بن حميد عن الأسود أنه كان ربما قرأ ﴿ والمحصنات ﴾ والمحصنات.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة. أن هذه الآية التي في سورة النساء ﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ نزلت في امرأة يقال لها : معاذة. وكانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له : شجاع بن الحرث. وكان معها ضرة لها قد ولدت لشجاع أولاداً رجالاً، وإن شجاعاً انطلق يميز أهله من هجر فمر بمعاذة ابن عم لها فقالت له : احملني إلى أهلي فإنه ليس عند هذا الشيخ خير. فاحتملها فانطلق بها فوافق ذلك جيئة الشيخ، فانطلق إلى رسول الله ﷺ فقال :
يا رسول الله وأفضل العرب... إني خرجت أبغيها الطعام في رجب
فتولت والطت بالذنب... وهي شر غالب لمن غلب
رأت غلاماً واركاً على... قتب لها وله أرب.
فقال رسول الله ﷺ :« عليّ عليّ فإن كان الرجل كشف بها ثوباً فارجموها وإلا فردوا على الشيخ امرأته، فانطلق مالك بن شجاع وابن ضرتها فطلبها، فجاء بها ونزلت بيتها ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبيدة السلماني في قوله ﴿ كتاب الله عليكم ﴾ قال : الأربع.


الصفحة التالية
Icon