وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ميمون بن مهران ويزيد بن الأصم قال : كان أهل المدينة إذا صرموا النخل يجيئون بالعذق فيضعونه في المسجد، فيجيء السائل فيضربه بالعصا فيسقط منه. فهو قوله ﴿ وأتوا حقه يوم حصاده ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حماد بن أبي سليمان في قوله وأتوا حقه يوم حصاده قال كانوا يطعمون منه رطباً.
وأخرج أبو عبيد وأبو داود في ناسخه وابن المنذر عن الحسن في قوله ﴿ وآتوا حقه يوم حصاده ﴾ قال : هو الصدقة من الحب والثمار.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أنس. أن رجلاً من بني تميم قال : يا رسول الله أنا رجل ذو مال كثير وأهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع؟ قال « تخرج زكاة مالك فإنها طهرة تطهرك، وتصل أقاربك، وتعرف حق السائل والجار والمسكين ».
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال : إن في المال حقاً سوى الزكاة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله ﴿ وآتوا حقه يوم حصاده ﴾ قال : كانوا يعطون شيئاً سوى الزكاة، ثم إنهم تباذروا واسرفوا، فأنزل الله ﴿ ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وجد نخلاً فقال : لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته، فاطعم حتى أمسى وليست له ثمرة، فأنزل الله ﴿ ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال : ليس شيء أنفقته في طاعة الله اسرافاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لو أنفقت مثل أبي قيس ذهباً في طاعة الله لم يكن إسرافاً ولو أنفقت صاعاً في معصية الله كان إسرافاً.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله ﴿ ولا تسرفوا ﴾ قال : لا تمنعوا الصدقة فتعصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله في قوله ﴿ إنه لا يحب المسرفين ﴾ قال : الذي يأكل مال غيره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ﴿ وآتوا حقه يوم حصاده ﴾ قال : عشوره. وقال للولاة ﴿ لا تسرفوا ﴾ لا تأخذوا ما ليس لكم بحق ﴿ إنه لا يحب المسرفين ﴾ فأمر هؤلاء أن يؤدوا حقه وأمر الولاه أن لا يأخذوا إلا بالحق.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله :﴿ ولا تسرفوا ﴾ قال : لا تعطوا أموالكم وتقعدوا فقراء.


الصفحة التالية
Icon