.. ؟ قال : لأحبه لحبك أياه. فقال : عبد في أقصى الأرض سمع به عبد آخر في أقصى الأرض لا يعرفه، فإن أصابته مصيبة فكأنما أصابته، وإن شاكته شوكة فكأنما شاكته ما ذاك إلا لي، فذلك أحب خلقي إلي. قال : يا رب خلقت خلقاً تدخلهم النار أو تعذبهم؟ فأوحى الله إليه : كلهم خلقي، ثم قال : ازرع زرعاً. فزرعه. فقال : اسقه فسقاه، ثم قال : قم عليه فقام عليه فحصده ورفعه، فقال : ما فعل زرعك يا موسى؟ قال : فرغت منه ورفعته : قال : ما تركت منه شيئاً؟ قال : ما لا خير فيه. قال : كذلك أنا لا أعذب إلا من لا خير فيه.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عائشة عن النبي ﷺ « أن موسى عليه السلام قال : يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك. قال : الذي يسرع إلى هواي إسراع النسر إلى هواه، والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس، والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه، فإن النمر إذا غضب لم يبال أَقَلَّ الناس أم كثروا. وأخرجه ابن أبي شيبة عن عروه موقوفاً ».
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال : سأل موسى عليه السلام ربه عزَّ وجل فقال : أي عبادك أغنى؟ قال : الذي يقنع بما يؤتى. قال : فأي عبادك أحكم؟ قال : الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه قال : فأي عبادك أعلم؟ قال : أخشاهم.
وأخرج أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة وأبو نعيم عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ « إن موسى عليه السلام كان يمشي ذات يوم في الطريق، فناداه الجبار تعالى : يا موسى، فالتفت يميناً وشمالاً فلم ير أحداً... ! ثم ناداه الثانية : يا موسى بن عمران فالتفت يميناً وشمالاً فلم ير أحداً وارتعدت فرائصه ثم نودي الثالثه يا موسى بن عمران إنني أنا الله لا إله إلا أنا فقال : لبيك لبيك، فخر لله تعالى ساجداً فقال : ارفع رأسك يا موسى بن عمران، فرفع رأسه فقال : يا موسى إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي كن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العطوف، يا موسى بي عمران أرحم ترحم، يا موسى كما تدين تدان، يا موسى نبي بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد ﷺ أدخلته النار. فقال : ومن أحمد؟ فقال : يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أكرم عليَّ منه، كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السموات والأرض والشمس والقمر بألفي سنة، وعزتي وجلالي إن الجنة محرمة على جميع خلقي حتى يدخلها محمد وأمته. قال موسى، ومن أمة أحمد؟ قال : أمته الْحَمَّادون يحمدون صعوداً وهبوطاً وعلى كل حال، يشدون أوساطهم ويطهرون أطرافهم، صائمون بالنهار رهبان بالليل، أقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله. قال : إجعلني نبي تلك الأمة. قال : نبيها منها. قال : إجعلني من أمة ذلك النبي. قال : استقدمت واستأخر يا موسى ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال ».