وأخرج أبو نعيم عن وهب قال : قال موسى عليه السلام إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال : يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كنفي. قال : يا رب أي عبادك أشقى؟ قال : من لا تنفعه موعظة، ولا يذكرني إذا خلا.
وأخرج أبو نعيم عن كعب قال : قال موسى : يا رب ما جزاء من آوى يتيماً حتى يستغني أو كفل أرملة؟ قال : أسكنه جنتي وأظله يوم لا ظل إلا ظلي.
وأخرج ابن شاهين في الترغيب عن أبي بكر الصدريق رضي الله عنه قال : قال موسى عليه السلام : يا رب ما لمن عزى الثكلى؟ قال : أظله بظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
وأخرج آدم بن أبي أياس في كتاب العلم عن عبد الله بن مسعود قال : لما قرب موسى نجياً أبصر في ظل العرش رجلاً فغبطه بمكانه، فسأل عنه فلم يخبر باسمه وأخبر بعمله، فقال له : هذا رجل كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، بر بالوالدين لا يمشي بالنميمة. فقال الله : يا موسى ما جئت تطلب؟ قال جئت أطلب الهدى يا رب. قال : قد وجدت يا موسى. قال : رب أغفر لي ما مضى من ذنوبي وما غبر وما بين ذلك وما أنت أعلم به مني، وأعوذ بك من وسوسة نفسي وسوء عملي. فقيل له : قد كفيت يا موسى. قال : رب أي العمل أحب إليك أن أعمله؟ قال : اذكرني يا موسى. قال : رب أي عبادك أتقى؟ قال : الذي يذكرني ولا ينساني. قال رب أي عبادك أغنى؟ قال الذي يقنع بما يؤتى قال : رب أي عبادك أفضل؟ قال : الذي يقض بالحق ولا يتبع الهوى قال : رب أي عبادك أعلم؟ قال : الذي يطلب علم الناس إلى علمه لعله يسمع كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى. قال : رب أي عبادك أحب إليك عملاً؟ قال : الذي لا يكذب لسانه، ولا يزني فرجه، ولا يفجر قلبه. قال : رب ثم أي على أثر هذا؟ قال : قلب مؤمن في خلق حسن قال : رب أي عبادك أبعض إليك؟ قال : قلب كافر في خلق سيِّىء. قال : رب ثم أي عمل أثر هذا؟ قال جيفة بالليل بطال بالنهار.


الصفحة التالية
Icon