وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد. أن الله أوحى إلى موسى عليه السلام : إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك، وكن عند ذكري خاشعاً مطمئناً، وإذا ذكرتني فاجعل لسانك وراء قلبك، وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل، وذمَّ نفسك فهي أولى بالذم، وناجني حين تناجيني بقلب وجل ولسان صادق.
وأخرج أحمد عن قسي رجل من أهل الكتاب قال : إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام : يا موسى إن جاءك الموت وأنت على غير وضوء فلا تلومن إلا نفسك. قال : وأوحى إليه أن الله تبارك وتعالى يدفع بالصدقة سبعين باباً من السوء، مثل الغرق والحرق والسرق وذات الجنب. قال : وقال له : والنار؟ قال : والنار.
وأخرج أحمد عن كعب الأحبار قال : أوحى الله إلى موسى : أن عَلِّم الخير وتعلمه فأني منوّر لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم حتى لا يستوحشوا لمكانهم.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال : لما ارتقى موسى طور سينا رأى الجبار في أصبعه خاتماً قال : يا موسى ما هذا؟ وهو أعلم به قال : شيء من حلي الرجال يا رب. قال فهل عليه شيء من أسمائي مكتوب أو كلامي؟ قال : لا. قال : فاكتب عليه ﴿ لكل أجل كتاب ﴾ [ الرعد : ٣٨ ].
وأخرج الحكيم الترمذي عن عطاء قال : قال موسى عليه السلام : يا رب أيتمت الصبي من أبويه وتدعه هكذا؟ قال : يا موسى : أما ترضى بي كافلاً. !
وأخرج ابن المبارك عن عطاء قال : قال موسى : يا رب أي عبادك أحب إليك؟ قال : أعلمهم بي.
وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن وهب قال : قال موسى : يا رب إنهم سيسألنني كيف كان بدؤك؟ قال : فأخبرهم إني أنا الكائن قبل كل شيء، والمكوّن لكل شيء، والكائن بعد كل شيء.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد. أن موسى عليه السلام سأل ربه قال : أي رب أنزل عليَّ آية محكمة أسير بها في عبادك. فأوحى إليه : يا موسى أن أذهب فما أحببت أن يأتيه عبادي إليك فأته إليهم.
وأخرج أحمد عن قتادة. أن موسى عليه السلام قال : أي رب أي شيء وضعت في الأرض أقل؟ قال : العدل أقل ما وضعت في الأرض.
وأخرج أحمد عن عمرو بن قيس قال : قال موسى عليه السلام : يا رب أي الناس أتقى؟ قال : الذي يذكر ولا ينسى. قال : فأي الناس أعلم؟ قال : الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه.
وأخرج أحمد وأبو نعيم عن وهب بن منبه قال : قال موسى عليه السلام : يا رب أي عبادك أحب إليك؟ قال : من أذكر برؤيته.


الصفحة التالية
Icon