وأخرج الطبراني عن حذيفة بن اليمان، قال : قال رسول الله ﷺ « والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه، الأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري. أن النبي ﷺ قال « افتخرت الجنة والنار، فقالت النار : يا رب، يدخلني الجبابرة والملوك والأشراف. وقالت الجنة : يا رب، يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين. فقال الله للنار : أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة : أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها ».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت ﴿ ورحمتي وسعت كل شيء ﴾ قال إبليس : يا رب، وأنا من الشيء. فنزلت ﴿ فسأكتبها للذين يتقون... ﴾ الآية. فنزعها الله من إبليس.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : لما نزلت ﴿ ورحمتي وسعت كل شيء ﴾ قال : إبليس : وأنا من الشيء. فنسخها الله، فأنزل ﴿ فسأكتبها للذين يتقون ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال : لما نزلت ﴿ ورحمتي وسعت كل شيء ﴾ قال : إبليس : أنا من كل شيء. قال الله ﴿ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة ﴾ قالت يهود : فنحن نتقي ونؤتي الزكاة. قال الله ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ﴾ فعزلها الله عن إبليس وعن اليهود، وجعلها لأمة محمد ﷺ.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة نحوه.
وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان بن عيينة قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ ورحمتي وسعت كل شيء ﴾ مد إبليس عنقه فقال : أنا من الشيء. فنزلت ﴿ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ﴾ فمدت اليهود والنصارى أعناقها فقالوا : نحن نؤمن بالتوراة والإِنجيل، ونؤدي الزكاة. فاختلسها الله من إبليس واليهود والنصارى، فجعلها لهذه الأمة خاصة فقال ﴿ الذين يتبعون... ﴾ الآية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار في مسنده وابن مردويه عن ابن عباس قال : سأل موسى ربه مسألة فأعطاها محمداً ﷺ. قوله ﴿ واختار موسى قومه ﴾ إلى قوله ﴿ فسأكتبها للذين يتقون ﴾ فأعطى محمداً ﷺ كل شيء. سأل موسى ربه في هذه الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ فسأكتبها للذين يتقون ﴾ قال : كتبها الله لهذه الأمة.


الصفحة التالية
Icon