وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبدالله بن عمرو قال : أجد في الكتب أن هذه الأمة تحب ذكر الله كما تحب الحمامة وكرها، ولهم أسرع إلى ذكر الله من الإِبل إلى وردها يوم ظمئها.
قوله تعالى :﴿ ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ﴾ الآية.
أخرج الطبراني عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده « أن النبي ﷺ أتاه رجل من الأعراب يستفتيه عن الرجل، ما الذي يحل له والذي يحرم عليه في ماله ونسكه وماشيته وعنزه وفرعه من نتاج إبله وغنمه؟ فقال له رسول الله ﷺ : أحلَّ لك الطيبات وحرم عليك الخبائث إلا أن تفتقر إلى طعام فتأكل منه حتى تستغني عنه. قال : ما فقري الذي آكل ذلك إذا بلغته؟ أمْ ما غناي الذي يغنيني عنه؟ قال : إذا كنت ترجو نتاجاً فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى نتاجك، أو كنت ترجو عشاء تصيبه مدركاً فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك، وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئاً فاطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغني عنه. قال الأعرابي : وما عشائي الذي أدعه إذا وجدته؟ قال : إذا رويت أهلك غبوقاً من اللبن فاجتنب ما حرم عليك من الطعام، وأما مالك فإنه ميسور كله ليس منه حرام غير أن في نتاجك من إبلك فرعاً، وفي نتاجك من غنمك فرعاً تغذوه ماشيتك، حتى تستغني، ثم إن شئت فاطعمه أهلك وإن شئت تصدَّق بلحمه، وأمره أن يعقر من الغنم في كل مائة عشراً ».


الصفحة التالية
Icon