وأخرج أبو الشيخ عن عبد الكريم بن أبي أمية قال : أخرجوا من ظهره مثل طريق النمل.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال : أقروا له بالإِيمان والمعرفة الأرواح قبل أن يخلق أجسادها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن كعب قال : خلق الله الأرواح قبل أن يخلق الأجساد، فأخذ ميثاقهم.
وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله تعالى ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ﴾ قالوا : لما أخرج الله آدم من الجنة قبل تهبيطه من السماء، مسح صفحة ظهره اليمنى فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر، فقال لهم : ادخلوا الجنة برحمتي. ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر، فقال : ادخلوا النار ولا أبالي. فذلك قوله : أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، ثم أخذ منهم الميثاق فقال ﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾ فأعطاه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية، فقال : هو والملائكة ﴿ شهدنا أن يقولوا يوم القيامة إنَّا كنا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل ﴾ قالوا : فليس أحد من ولد آدم إلا وهو يعرف الله أنه ربه، وذلك قوله تعالى ﴿ وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً ﴾ [ آل عمران : ٨٣ ] وذلك قوله ﴿ فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ﴾ [ الأنعام : ١٤٩ ] يعني يوم أخذ الميثاق.
وأخرج ابن جرير عن أبي محمد رجل من أهل المدينة قال : سألت عمر بن الخطاب عن قوله ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ﴾ قال : سألت رسول الله ﷺ كما سألتني فقال « خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه، ثم أجلسه فمسح ظهره بيده اليمنى فأخرج ذراً، فقال : ذرء ذرأتهم للجنة، ثم مسح ظهره بيده الأخرى - وكلتا يديه يمين - فقال : ذرء ذرأتهم للنار يعملون فيما شئت من عمل، ثم اختم لهم بأسوأ أعمالهم فأدخلهم النار ».
وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن منده في كتاب الرد على الجهمية واللالكائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر في تاريخه عن أبي بن كعب في قوله ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ﴾ إلى قوله ﴿ بما فعل المبطلون ﴾ جميعاً فجعلهم أرواحاً في صورهم، ثم استنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق ﴿ وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ﴾ قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم ﴿ أن تقولوا يوم القيامة ﴾ انَّا لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئاً، إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي قالوا : شهدنا بأنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقروا ورفع عليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال : يا رب لولا سوّيت بين عبادك؟ قال : إني أحببت أن أشكر.