وأخرج ابن جرير وابن منده في كتاب الرد على الجهمية عن عبد الله بن عمرو قال :« قال رسول الله ﷺ ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ﴾ قال » أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس. فقال لهم ﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾ قالت الملائكة ﴿ شهدنا أن يقولوا يوم القيامة إنَّا كنا عن هذا غافلين ﴾ «.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال » إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فخرت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ونزع ضلعاً من أضلاعه فخلق منه حواء، ثم أخذ عليهم العهد ﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾ ثم اختلس كل نسمة من بني آدم بنوره في وجهه، وجعل فيه البلوى الذي كتب أنه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام، ثم عرضهم على آدم فقال : يا آدم هؤلاء ذريتك. وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام، فقال آدم : يا رب لم فعلت هذا بذريتي؟ قال : كي تشكر نعمتي. وقال آدم : يا رب من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نوراً؟ قال : هؤلاء الأنبياء من ذريتك. قال : من هذا الذي أراه أظهرهم نوراً؟ قال : هذا داود يكون في آخر الأمم. قال : يا رب كم جعلت عمره؟ قال : ستين سنة. قال : يا رب كم جعلت عمري؟ قال : كذا وكذا. قال : يا رب فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة. قال : أتفعل يا آدم؟ قال : نعم يا رب. قال : فيكتب ويختم إنَّا كتبنا وختمنا ولم نغير. قال : فافعل أي رب. قال رسول الله ﷺ : فلما جاء ملك الموت إلى آدم ليقبض روحه قال : ماذا تريد يا ملك الموت؟ قال : أريد قبض روحك. قال : ألم يبق من أجلي أربعون سنة؟ قال : أو لم تعطها ابنك داود؟ قال : لا. قال : فكان أبو هريرة يقول : نسي آدم ونسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته «.
وأخرج ابن جرير عن جويبر قال : مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام، فقال : إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده، فإن ابني مجلس ومسؤول. فقلت : عمَّ يسأل؟! قال : عن ميثاق الذي أقرَّ به في صلب آدم، حدثني ابن عباس : أن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطي الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأوّل، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيراً قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة.