وأخرج عبد بن حميد عن سلمان قال : إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذارىء إلى يوم القيامة، فكتب الآجال والأرزاق والأعمال والشقوة والسعادة، فمن علم السعادة فعل الخير ومجالس الخير، ومن علم الشقاوة فعل الشر ومجالس الشر.
وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي أمامة « أن رسول الله ﷺ قال : خلق الله الخلق وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى - وكلتا يدي الرحمن يمين - فقال : يا أصحاب اليمين. فاستجابوا له، فقالوا : لبيك ربنا وسعديك. قال ﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾ قال : يا أصحاب الشمال. فاستجابوا له، فقالوا : لبيك ربنا وسعديك. قال ﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾ فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم : رب لم خلطت بيننا؟! قال ﴿ ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ﴾ [ المؤمنون الآية ٦٣ ]. ﴿ أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ ثم ردهم في صلب آدم، فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها، فقال قائل : يا رسول الله فما الأعمال؟ قال :» يعمل كل قوم لمنازلهم «. فقال عمر بن الخطاب : إذا نجتهد ».
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال : أي رب من هؤلاء؟ قال : هؤلاء ذريتك. فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال : أي رب من هذا؟! فقال : رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود. قال : أي رب وكم جعلت عمره؟ قال : ستين سنة قال : أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال : أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال : أو لم تعطها ابنك داود؟ قال : فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الشكر وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن الحسن قال : لما خلق الله آدم عليه السلام، وأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فدبوا على وجه الأرض، منهم الأعمى والأصم والأبرص والمقعد والمبتلى بأنواع البلاء، فقال آدم : يا رب ألا سويت بين ولدي؟ قال : يا آدم إني أردت أن أشكر ثم ردهم في صلبه.