وأخرج ابن مردويه عن عائشة « أن النبي ﷺ لما انصرف من بدر وقدم المدينة، أنزل الله عليه سورة الأنفال، فعاتبه في إحلال غنيمة بدر، وذلك أن رسول الله ﷺ قسمها بين أصحابه لما كان بهم من الحاجة إليها واختلافهم في النفل، يقول الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ﴾ فردها الله على رسوله فقسمها بينهم على السواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته، وطاعة رسوله وصلاح ذات البين ».
وأخرج ابن جرير عن مجاهد « إنهم سألوا النبي عن الخمس بعد الأربعة الأخماس؟ فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : كان هذا يوم بدر.
وأخرج النحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير. « ان سعداً ورجلاً من الأنصار خرجاً يتنفلان، فوجدا سيفاً ملقى فخرّا عليه جميعاً، فقال سعد : هو لي. وقال الأنصاري : هو لي. قال : لا أسلمه حتى آتي رسول الله ﷺ، فأتياه فقصا عليه القصة، فقال رسول الله ﷺ » ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ولكنه لي، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله ﴾ يقول : سلما السيف إلى رسول الله ﷺ، ثم نسخت هذه الآية فقال ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] « ».
وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر « أن رسول الله ﷺ بعث سرية قبل نجد، فغنموا ابلاً كثيراً فصارت سهمانهم اثني عشر بعيراً ونفلوا بعيراً بعيراً ».
وأخرج ابن عساكر من طريق مكحول عن الحجاج بن سهيل النصري وقيل إن له صحبة قال : لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند رسول الله، فجاءت الطائفة التي قاتلت بالاسلاب وأشياء أصابوها، فقسمت الغنيمة بينهم ولم يقسم للطائفة التي لم تقاتل. فقالت الطائفة التي لم تقاتل : اقسموا لنا. فأبت وكان بينهم في ذلك كلام، فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ فكان صلاح ذات بينهم إن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾ قال « الأنفال : المغانم، كان لرسول الله ﷺ خالصة ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سلكاً فهو غلول.