فسألوا رسول الله ﷺ أن يعطيهم منها شيئاً. فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال ﴾ لي جعلتها لرسولي ليس لكم منه شيء ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ إلى قوله ﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾ ثم أنزل الله ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية. ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله، ولذي القربى، واليتامى، والمساكين، والمهاجرين في سبيل الله، وجعل أربعة أخماس الناس فيه سواء. للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، وللراجل سهم «.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : هي الغنائم، ثم نسخها ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية.
وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن القاسم بن محمد قال : سمعت رجلاً يسأل ابن عباس عن الأنفال؟ فقال : الفرس من النفل، والسلب من النفل، فأعاد المسئلة فقال ابن عباس : ذلك أيضاً، ثم قال الرجل : الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه، فقال ابن عباس : هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر. وفي لفظ : فقال : ما أحوجك إلى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال : الأنفال : المغانم، أمروا أن يصلحوا ذات بينهم فيها، فيرد القوي على الضعيف.
وأخرج عبد بن حميد والنحاس وابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ هو ما شذ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال، من عبد أو دابة أو متاع فذلك للنبي ﷺ يصنع به ما شاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن محمد بن عمرو قال : أرسلنا إلى سعيد بن المسيب نسأله عن الأنفال؟ فقال : تسألوني عن الأنفال وإنه لا نفل بعد رسول الله ﷺ.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن المسيب »
أن النبي ﷺ لم يكن ينفل إلا من الخمس «.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن المسيب قال : ما كانوا ينفلون إلا الخمس.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب قال : لا نفل في غنائم المسلمين إلا في خمس الخمس.
وأخرج عبد الرزاق عن أنس. أن أميراً من الأمراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه، فأبى أنس أن يقبله حتى يخمسه.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هي في قراءة ابن مسعود »
يسئلونك الأنفال «.


الصفحة التالية
Icon