والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فسعى بها رجل من المسلمين إلى رسول الله ﷺ، فأرسل إليه فسأله فجعل يحلف بالله ما قاله، فأنزل الله ﴿ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر... ﴾ الآية «.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ﴾ قال : نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عروة » أن رجلاً من الأنصار يقال له الجلاس بن سويد قال ليلة في غزوة تبوك « والله لئن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحمير. فسمعه غلام يقال له عمير بن سعد وكان ربيبه فقال له : أي عم، تب إلى الله. وجاء الغلام إلى النبي ﷺ فأخبره، فأرسل النبي ﷺ إليه فجعل يحلف ويقول : والله ما قلت يا رسول الله. فقال الغلام : بلى، والله لقد قلته فتب إلى الله، ولولا أن ينزل القرآن فيجعلني معك ما قلته، فجاء الوحي إلى النبي ﷺ فسكتوا فلا يتحركون إذا نزل الوحي، فرفع عن النبي فقال ﴿ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ﴾ إلى قوله ﴿ فإن يتوبوا يك خيراً لهم ﴾ فقال : قد قلته وقد عرض الله عليّ التوبة فأنا أتوب، فقبل ذلك منه، وقتل له قتيل في الإِسلام فوداه رسول الله ﷺ فأعطاه ديته فاستغنى بذلك وكان همَّ أن يلحق بالمشركين، وقال النبي ﷺ للغلام : وعت أذنك » «.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن سيرين رضي الله عنه قال :» لما نزل القرآن أخذ النبي ﷺ بأذن عمير فقال « وعت أذنك يا غلام وصدقك ربك » «.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن سيرين رضي الله عنه قال :» قال رجل من المنافقين : لئن كان محمد صادقاً فيما يقول لنحن شر من الحمير. فقال له زيد بن أرقم رضي الله عنهما : إن محمداً صادق ولأنت شر من الحمار. فكان فيما بينهما في ذلك كلام، فلما قدموا على النبي ﷺ فأخبره، فأتاه الآخر فحلف بالله ما قال، فنزلت ﴿ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ﴾ فقال رسول الله ﷺ لزيد بن أرقم « وعت أذناك » «.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : قال أحدهم : إن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحمير.