وأخرج البغوي في معجمه وابن قانع وابن مردويه عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدته ليلى بنت عدي. أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون، أخبرتها أنه خرج بصاع من تمر وابنته عميرة حتى أتى النبي ﷺ بصاع من تمر فصبه.
وأخرج عبد الرزاق وابن عساكر عن قتادة في قوله ﴿ الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات ﴾ قال : تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله ثمانية آلاف دينار، فقال ناس من المنافقين : إن عبد الرحمن لعظيم الرياء. فقال الله تعالى ﴿ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ﴾ وكان لرجل من الأنصار صاعان من تمر، فجاء بأحدهما فقال ناس من المنافقين : إن كان الله عن صاع هذا لغني! وكان المنافقون يطعنون عليهم ويسخرون منهم فقال الله تعالى ﴿ والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ﴾ الآية.
وأخرج أبو نعيم في المعرفة عن قتادة قال « أقبل رجل من فقراء المسلمين يقال له الحجاب أبو عقيل قال : يا نبي الله بت أجر الحرير الليلة على صاعين من تمر، فاما صاع فأمسكته لأهلي وأما صاع فهو ذا. فقال المنافقون : إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع هذا، فأنزل الله ﴿ الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين... ﴾ الآية ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس « أن النبي ﷺ دعا الناس للصدقة، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال : يا رسول الله هذه صدقة. فلمزه بعض القوم فقال : ما جاء بهذه عبد الرحمن إلا رياء، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال بعض القوم : ما كان الله أغنى عن صاع أبي عقيل، فنزلت ﴿ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ﴾ إلى قوله ﴿ فلن يغفر الله لهم ﴾ ».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال :« أمر النبي ﷺ المسلمين أن يجمعوا صدقاتهم، وكان لعبد الرحمن بن عوف ثمانية آلاف دينار، فجاء بأربعة آلاف دينار صدقة فقال : هذا ما أفرضه الله وقد بقي مثله. فقال النبي ﷺ » بورك لك فيما أعطيت وفيما أمسكت، وجاء أبو نهيك رجل من الأنصار بصاع تمر نزع عليه ليله كله، فلما أصبح جاء به إلى النبي ﷺ فقال رجل من المنافقين : إن عبد الرحمن بن عوف لعظيم الرياء، وقال للآخر : إن الله لغني عن صاع هذا. فأنزل الله ﴿ الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات ﴾ عبد الرحمن بن عوف ﴿ والذين لا يجدون إلا جهدهم ﴾ صاحب الصاع « ».


الصفحة التالية
Icon