وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال : بعث نوح عليه السلام الحمامة فجاءت بورق الزيتون، فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد رضي الله عنه قال خرجت أريد أن أشرب ماء المر قال : لا تشرب ماء المر فإنه لما كان زمن الطوفان أمر الله الأرض أن تبلع ماءها وأمر السماء أن تقلع، فاستعصى عليه بعض البقاع فلعنه فصار ماؤه مراً، وترابه سبخاً لا ينبت شيئاً.
وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال : لما أمرت الأرض أن تغيض الماء غاضت الأرض ما خلا أرض الكوفة فلعنت، فسائر الأرض تكون على نورين وأرض الكوفة على أربع.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة ﴿ يا أرض ابلعي ﴾ قال : هو بالحبشة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه ﴿ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ﴾ بالحبشية قال : ازرديه.
وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله ﴿ يا أرض ابلعي ماءك ﴾ قال : اشربي بلغة الهند.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ويا سماء أقلعي ﴾ قال : أمسكي ﴿ وغيض الماء ﴾ قال : ذهب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وغيض الماء ﴾ قال : نغض ﴿ وقضي الأمر ﴾ قال : هلاك قوم نوح.
أما قوله تعالى :﴿ واستوت على الجودي ﴾.
أخرج أحمد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :« مر النبي ﷺ بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال :» ما هذا الصوم؟ فقالوا : هذا اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق وأغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى عليهما السلام شكراً لله. فقال ﷺ : أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم، فصامه وأمر أصحابه بالصوم « ».
وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز بن عبد الغفور عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ :« في أول يوم من رجب ركب نوح السفينة فصام هو وجميع من معه، وجرت بهم السفينة ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم، فأرست السفينة على الجودي يوم عاشوراء، فصام نوح وأمر جميع من معه من الوحش والدواب فصاموا شكراً لله تعالى ».