وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي يزيد البصري رضي الله عنه في قوله ﴿ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ﴾ قال : لم ير لهم أيدياً فنكرهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ نكرهم ﴾ الآية قال : كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وإنه يحدث نفسه بشر، ثم حدثوه عند ذلك بما جاؤوا فيه فضحكت امرأته.
وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال : لما تضيفت الملائكة عليهم السلام إبراهيم عليه السلام قدم لهم العجل فقالوا : لا نأكله إلا بثمن. قال : فكلوا وأدوا ثمنه. قالوا : وما ثمنه؟ قال : تسمون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم. قال : فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا : لهذا اتخذك الله خليلاً.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما بعث الله الملائكة عليهم السلام لتهلك قوم لوط أقبلت تمشي في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم عليه السلام فضيفوه، فلما رآهم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبحه ثم شواه في الرضف، فهو الحنيذ وأتاهم فقعد معهم، وقامت سارة رضي الله عنها تخدمهم، فذلك حين يقول ﴿ وامرأته قائمة ﴾ وهو جالس في قراءة ابن مسعود ﴿ فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون ﴾ ؟ قالوا : يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاماً إلا بثمن. قال : فإن لهذا ثمناً. قالوا : وما ثمنه؟ قال : تذكرون اسم الله على أوّله وتحمدونه على آخر. فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال : حق لهذا أن يتخذه ربه خليلاً. فلما رأى إبراهيم أيديهم لا تصل إليه يقول : لا يأكلون، فزع منهم وأوجس منهم خيفة، فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت، وقالت : عجباً لاضيافنا هؤلاء انا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا. ! قال لها جبريل : ابشري بولد اسمه إسحق، ومن وراء إسحق يعقوب. فضربت وجهها عجباً فذلك قوله ﴿ فصكت وجهها وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب، قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ قالت سارة رضي الله عنها : ما آية ذلك؟ فأخذ بيده عوداً يابساً فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر. فقال إبراهيم عليه السلام : هو لله إذن ذبيحاً.
وأخرج ابن المنذر عن المغيرة رضي الله عنه قال : في مصحف ابن مسعود « وامرأته قائمة وهو جالس ».


الصفحة التالية
Icon