قيل لابن عباس : ما مصلى الأخيار؟ قال : تحت الميزاب. قيل : وما شراب الأبرار؟ قال : ماء زمزم.
وأخرج الأزرقي عن ابن جريج رضي الله عنه قال : سمعت أنه يقال : خير ماء في الأرض ماء زمزم، وشر ماء في الأرض ماء برهوت، شعب من شعب حضرموت.
وأخرج الأزرقي عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال : إن إيليا وزمزم ليتعارفان.
وأخرج الأزرقي عن عكرمة بن خالد رضي الله عنه قال : بينما أنا ليلة في جوف الليل عند زمزم جالس إذا نفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر بياض ثيابهم بشيء قط، فلما فرغوا صلوا قريباً منا، فالتفت بعضهم فقال لأصحابه اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار. فقاموا فدخلوا زمزم فقلت : والله لو دخلت على القوم فسألتهم. فقمت فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر.
وأخرج الأزرقي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : تنافس الناس في زمزم في الجاهلية، حتى أن كان أهل العيال يغدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحاً لهم، وقد كنا نعدها عوناً على العيال.
وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت زمزم تسمى في الجاهلية شباعه، وتزعم أنها نعم العون على العيال.
وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والأزرقي والبزار وأبو عوانة والبيهقي في سننه عن أبي ذر رضي الله عنه قال :« قدمت مكة فقال لي رسول الله ﷺ » متى كنت ههنا؟ قلت : أربع عشرة. وفي لفظ : قلت ثلاثين من بين يوم وليلة. قال : من كان يطعمك؟ قلت : ما كان لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم فما أجد على كيدي سحقة جوع، ولقد تكسرت عكن بطني. إنها مباركة إنها طعام طعم، زاد الطيالسي وشفاء سقم « ».
وأخرج الأزرقي عن رباح بن الأسود رضي الله عنه قال : كنت مع أهلي بالبادية، فابتعت بمكة فاعتقت، فمكثت ثلاثة أيام لا أجد شيئاً آكله، فكنت أشرب من ماء زمزم، فشربت يوماً فإذا أنا بصريف اللبن من بين ثناياي، فقلت : لعلي ناعس... ! فانطلقت وأنا أجد قوة اللبن وشبعه.
وأخرج الأزرقي عن عبد العزيز بن أبي رواد رضي الله عنه. أن راعياً كان يرعى وكان من العباد، فكان إذا ظمىء وجد فيها لبناً، وإذا أراد أن يتوضأ وجد فيها ماء.
وأخرج الأزرقي عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه قال : إن الله يرفع المياه قبل يوم القيامة غير زمزم، فتغور المياه غير زمزم، وتلقي الأرض ما في بطنها من ذهب وفضة، ويجيء الرجل بالجراب فيه الذهب والفضة فيقول : من يقبل هذا مني؟ فيقول : لو أتيتني به أمس قبلته.
وأخرج الأزرقي عن زر بن حبيش قال : رأيت عباس بن عبد المطلب في المسجد الحرام وهو يطوف حول زمزم يقول : لا أحلها لمغتسل وهي لمتوضىء وشارب حلُّ وبلٌّ.


الصفحة التالية
Icon