« ثلاث من كنوز البر : كتمان الصدقة، وكتمان المصيبة، وكتمان المرض ».
وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه، عن أنس - رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« من أصبح حزيناً على الدنيا، أصبح ساخطاً على ربه. ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به، فإنما يشكو الله. ومن تضعضع لغني لينال من دنياه، أحبط الله ثلثي عمله. ومن أعطي القرآن فدخل النار، فأبعده الله ».
وأخرج البيهقي وضعفه، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً مثله.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ثلاث من ملاك أمرك : أن لا تشكو مصيبتك، وأن لا تحدث بوجعك، وإن لا تزكي نفسك، بلسانك.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية : من شكا مصيبته فإنما يشكو ربه، ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه، ومن حزن على ما في يد غيره فقد سخط قضاء ربه، ومن قرأ كتاب الله فظن أن لا يغفر له، فهو من المستهزئين بآيات الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : من ابتلى ببلاء فكتمه ثلاثاً، لا يشكو إلى أحد، أتاه الله برحمته.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن حبيب بن أبي ثابت : أن يعقوب عليه السلام، كان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فكان يرفعهما بخرقة. فقيل له : ما بلغ بك هذا؟ قال طول الزمان، وكثرة الأحزان. فأوحى الله إليه « يا يعقوب، أتشكوني؟ قال : يا رب، خطيئة أخطأتها، فاغفر لي ».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن نصر بن عربي قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام، لما طال حزنه على يوسف، ذهبت عيناه من الحزن. فجعل العوّاد يدخلون عليه فيقولون : السلام عليك يا نبي الله، كيف تجدك؟ فيقول : شيخ كبير قد ذهب بصري. فاوحى الله إليه « يا يعقوب، شكوتني إلى عوادك؟ قال : أي رب، هذا ذنب عملته لا أعود إليه » فلم يزل بعد يقول ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ إنما أشكو بثي ﴾. قال : همي.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أشكو بثي ﴾ قال : حاجتي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وأعلم من الله ما لا تعلمون ﴾ يقول : أعلم أن رؤيا يوسف عليه السلام صادقة، وإني سأسجد له.