أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة النحل بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج النحاس من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال : سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فانهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله ﷺ من أحد.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت ﴿ أتى أمر الله ﴾ ذعر أصحاب رسول الله، حتى نزلت ﴿ فلا تستعجلوه ﴾ فسكنوا.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن أبي بكر بن حفص قال : لما نزلت ﴿ أتى أمر الله ﴾ قاموا فنزلت ﴿ فلا تستعجلوه ﴾.
وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك، عن ابن عباس ﴿ أتى أمر الله ﴾ قال : خروج محمد ﷺ.
وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال : دخلت المسجد فصليت فقرأت سورة النحل، وجاء رجلان فقرآ خلاف قراءتنا، فأخذت بأيديهما فأتيت رسول الله ﷺ فقلت :« يا رسول الله، استقرئ هذين فقرأ أحدهما فقال : أصبت. ثم استقرأ الآخر فقال : أصبت. فدخل قلبي أشدّ مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول الله ﷺ صدري فقال : أعاذك الله من الشك والشيطان. فتصببت عرقاً، قال : أتاني جبريل فقال : اقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت : إن أمتي لا تستطيع ذلك، حتى قال : سبع مرات. فقال لي : اقرأ على سبعة أحرف، بكل ردة رددتها مسألة ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ﴾ قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن أمر الله قد أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا : ما نراه نزل. فنزلت ﴿ اقترب للناس حسابهم.... ﴾ الآية. فقالوا : إن هذا يزعم مثلها أيضاً، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا : ما نراه نزل شيء، فنزلت ﴿ ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدوة.... ﴾ [ هود : ٨ ] الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله ﷺ :« » تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس، فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء، ثم ينادي مناد :
يا أيها الناس، فيقبل الناس بعضهم على بعض : هل سمعتم؟ فمنهم من يقول : نعم. ومنهم من يشك. ثم ينادي الثانية : يا أيها الناس، فيقول الناس : هل سمعتم؟ فيقولون : نعم. ثم ينادي : أيها الناس ﴿ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ﴾ « قال رسول الله ﷺ » فوالذي نفسي بيده، إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه، وإن الرجل ليملأ حوضه فما يسقي فيه شيئاً، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه ويشغل الناس « ».