قال الله ﴿ أفلا تذكرون ﴾ وفي قوله ﴿ والذين يدعون من دون الله ﴾ الآية. قال : هذه الأوثان التي تعبد من دون الله أموات لا أرواح فيها، ولا تملك لأهلها خيراً ولا نفعاً ﴿ إلهكم إله واحد ﴾ قال : الله إلهنا ومولانا وخالقنا ورازقنا ولا نعبد ولا ندعو غيره. ﴿ الذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ﴾ يقول منكرة لهذا الحديث ﴿ وهم مستكبرون ﴾ قال مستكبرون عنه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس في قوله ﴿ لا جرم ﴾ يقول بلى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي مالك في قوله ﴿ لا جرم ﴾ يعني الحق.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله ﴿ لا جرم ﴾ قال لا كذب.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله ﴿ إنه لا يحب المستكبرين ﴾ قال : هذا قضاء الله الذي قضى ﴿ إنه لا يحب المستكبرين ﴾ وذكر لنا، « أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال : يا نبي الله، إنه ليعجبني الجمال، حتى أود أن علاقة سوطي، وقبالة نعلي حسن، فهل ترهب عليّ الكبر؟ فقال نبي الله ﷺ : كيف تجد قلبك؟ قال : أجده عارفاً للحق مطمئناً إليه. قال : فليس ذاك بالكبر، ولكن الكبر أن تبطر الحق وتغمص الناس، فلا ترى أحداً أفضل منك، وتغمص الحق، فتجاوزه إلى غيره ».
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وعبد بن حميد وابن جرير، وابن أبي حاتم، عن الحسين بن علي، أنه كان يجلس إلى المساكين ثم يقول :﴿ إنه لا يحب المستكبرين ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن علي قال : ثلاث من فعلهن لم يكتب مستكبراً : من ركب الحمار ولم يستنكف، ومن اعتقل الشاة واحتلبها، وأوسع للمسكين وأحسن مجالسته.
وأخرج مسلم والبيهقي في الشعب، عن عياض بن حمار المجاشعي أن النبي ﷺ قال : في خطبته « إن الله أوحى إليّ، أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد ».
وأخرج البيهقي، عن عمر بن الخطاب رفعه إلى النبي ﷺ قال : يقول الله :« من تواضع لي هكذا - وأشار بباطن كفه إلى الأرض وأدناه من الأرض - رفعته هكذا - وأشار بباطن كفه إلى السماء - ورفعها نحو السماء.
وأخرج الخطيب والبيهقي، عن عمر أنه قال على المنبر : يا أيها الناس تواضعوا، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول :»
من تواضع لله رفعه الله وقال : انتعش رفعك الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر، وضعه الله، وقال : اخسأ خفضك الله، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير «.


الصفحة التالية
Icon