وأخرج ابن عساكر، عن خريم بن فاتك أنه قال : يا رسول الله، إني لأحب الجمال، حتى إني لأحبه في شراك نعلي، وجلاد سوطي، وإن قومي يزعمون أنه من الكبر، فقال « ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال، ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص الناس ».
وأخرج سمويه في فوائده، والباوردي، وابن قانع، والطبراني، عن ثابت بن قيس بن شماس قال : ذكر الكبر عند رسول الله ﷺ، فقال :« إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً، فقال رجل من القوم : والله يا رسول الله، إن ثيابي لتغسل، فيعجبني بياضها، ويعجبني علاقة سوطي، وشراك نعلي، فقال النبي :- ﷺ - ليس ذاك من الكبر، إنما الكبر : أن تسفه الحق وتغمص الناس ».
وأخرج الطبراني، عن أسامة قال : أقبل رجل من بني عامر فقال : يا رسول الله، بلغنا أنك شددت في لبس الحرير والذهب، وإني لأحب الجمال، فقال رسول الله :- ﷺ - « إن الله جميل يحب الجمال، إنما الكبر من جهل الحق وغمص الناس بعينيه ».
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :« أتى رجل النبي ﷺ، فقال : إني رجل حبب إليَّ الجمال، وأعطيت منه ما ترى؛ حتى ما أحب أن يفوقني أحد بشراك، أو شسع، أفمن الكبر هذا؟ قال :» لا، ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس « ».
وأخرج الحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه مثله، وفيه : إن الرجل مالك الرهاوي، وقال البغي بدل الكبر.
وأخرج أحمد في الزهد، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« أوصى نوح ابنه، فقال : إني موصيك بوصية وقاصرها عليك حتى لا تنسى، أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، فأما اللتان أوصيك بهما، فإني رأيتهما يكثران الولوج على الله تعالى، ورأيت الله تبارك وتعالى يستبشر بهما، وصالح خلقه، قل : سبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق، وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فإن السموات والأرض لو كُنَّ حلقة لقصمتها، ولو كُنَّ في كفةٍ لرجحت بهن، وأما اللتان أنهاك عنهما، فالشرك والكبر، فقال عبد الله بن عمرو : يا رسول الله، الكبر أن يكون لي حلة حسنة ألبسها؟ قال :» لا إن الله جميل يحب الجمال « قال : فالكبر أن يكون لي دابة صالحة أركبها؟ قال : لا، قال : فالكبر أن يكون لي أصحاب يتبعوني وأطعمهم؟ قال : لا، قال : فأيما الكبر يا رسول الله؟ قال :» أن تسفه الحق وتغمص الناس « ».


الصفحة التالية
Icon