وأخرج الباوردي وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة، عن عبد الملك بن عمير رضي الله عنه قال :« بلغ أكتم بن صيفي مخرج رسول الله ﷺ، فأراد أن يأتيه. فأتى قومه فانتدب رجلين فأتيا رسول الله ﷺ فقالا : نحن رسل أكتم، يسألك من أنت وما جئت به؟ فقال النبي ﷺ » أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله « ثم تلا عليهما هذه الآية ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ إلى ﴿ تذكرون ﴾ قالا : ردد علينا هذا القول. فردده عليهما حتى حفظاه، فأتيا أكتم فأخبراه. فلما سمع الآية قال : إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوساء، ولا تكونوا فيه أذناباً » ورواه الأموي في مغازيه وزاد، فركب متوجهاً إلى النبي ﷺ فمات في الطريق : قال : ويقال نزلت فيه هذه الآية ﴿ ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت ﴾ [ النساء : ١٠٠ ] الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ إن الله يأمر بالعدل ﴾ قال : شهادة أن لا إله إلا الله، ﴿ والإحسان ﴾ قال : أداء الفرائض، ﴿ وإيتاء ذي القربى ﴾ قال : إعطاء ذوي الرحم الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم ﴿ وينهى عن الفحشاء ﴾ قال : الزنا ﴿ والمنكر ﴾، قال : الشرك ﴿ والبغي ﴾ قال : الكبر والظلم :﴿ يعظكم ﴾ يوصيكم ﴿ لعلكم تذكرون ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب، ومحمد بن نصر في الصلاة، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه في شعب الإيمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أعظم آية في كتاب الله تعالى ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ [ آل عمران : ٢ ] وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر - الآية التي في النحل - ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ وأكثر آية في كتاب الله تفويضاً ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾ [ الطلاق : ٢-٣ ] وأشد آية في كتاب الله رجاء


الصفحة التالية
Icon