وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ﴾ ثم أنزل الله بعد هذا ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ﴾ [ التوبة : ١١٣ ].
وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وإما يبلغن عندك الكبر ﴾ إلى قوله :﴿ كما ربياني صغيراً ﴾ قد نسختها الآية التي في براءة ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾ [ التوبة : ١١٣ ] الآية.
وأخرج ابن المنذر والنحاس وابن الأنباري في المصاحف، عن قتادة رضي الله عنه قال : نسخ من هذه الآية حرف واحد، لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين، ولم يقل ﴿ رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ﴾ ولكن ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وليقل لهما قولاً معروفاً. قال الله تعالى :﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله :﴿ ربكم أعلم بما في نفوسكم ﴾ قال : تكون البادرة من الولد إلى الوالد، فقال الله :﴿ إن تكونوا صالحين ﴾ أي تكون النية صادقة ببرهما ﴿ فإنه كان للأوّابين غفوراً ﴾ للبادرة التي بدرت منه.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله :﴿ إنه كان للأوّابين غفوراً ﴾ قال : الرجاعين إلى الخير.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبي حاتم والبيهقس عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله :﴿ إنه كان للأوّابين ﴾ قال : الرجاعين من الذنب إلى التوبة، ومن السيئات إلى الحسنات.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ للأوّابين ﴾ قال : للمطيعين المحسنين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ للأوّابين ﴾ قال : للتوّابين.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه - قال : الأوّاب، التوّاب.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي - ﷺ - أي العمل أحب إلى الله؟ قال :« » الصلاة على وقتها « قلت : ثم أي؟ قال :» ثم بر الوالدين « قلت : ثم أي؟ قال :» ثم الجهاد في سبيل الله « ».


الصفحة التالية
Icon