قال : فاجعلني قطرة من مائك، أو دابة مما فيك، أو تربة من تربتك، أو صخرة من صخرك. قال : أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه، ارجع من حيث جئت، فإنه ليس مني شيء إلا بارز، ينظر الله تعالى إليه قد أحصاه وعده عداً فلست أستطيع ذلك، ثم انطلق حتى أتى الجبل، فقال : أيها الجبل، اجعلني حجراً من حجارتك أو تربة من تربتك أو صخرة من صخرك أو شيئاً مما في جوفك. فقال : أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه، إنه ليس مني شيء إلا يراه الله وينظر إليه وقد أحصاه وعده عداً، فلست أستطيع ذلك. ثم انطلق حتى أتى على الأرض يعني الرمل فقال : أيها الرمل، اجعلني تربة من تربك أو صخرة من صخرك أو شيئاً مما في جوفك. فأوحى الله إليه أجبه. فقال : أيها العبد الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه، ارجع من حيث جئت فاجعل عملك لقمسين : لرغبة أو لرهبة، فعلى أيهما أخذك ربك لم تبال، وخرج فأتى البحر في ساعة فصلى فيه، فنادته ضفدعة فقالت : يا داود، إنك حدثت نفسك أنك قد سبحت في ساعة ليس يذكر الله فيها غيرك، وإني في سبعين ألف ضفدعة كلها قائمة على رجل تسبح الله تعالى وتقدسه.
وأخرج أحمد وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : صلى داود عليه السلام ليلة حتى أصبح، فلما أن أصبح وجد في نفسه غروراً، فنادته ضفدعة يا داود، كنت أدأب منك قد أغفيت إغفاءة.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : بلغني أنه ليس شيء أكثر تسبيحاً من هذه الدودة الحمراء.
وأخرج أبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه قال : التراب يسبح فإذا بني فيه الحائط سبح.
وأخرج أبو الشيخ، عن عكرمة رضي الله عنه قال : إذا سمعت تغيضاً من البيت أو من الخشب والجدر فهو تسبيح.
وأخرج أبو الشيخ، عن خيثمة رضي الله عنه قال : كان أبو الدرداء يطبخ قدراً فوقعت على وجهها فعلت تسبح.
وأخرج أبو الشيخ، عن سليمان بن المغيرة قال : كان مطرف رضي الله عنه إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته.
وأخرج أبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه قال : لولا ما غمي عليكم من تسبيح ما معكم في البيوت ما تقاررتم.
وأخرج أبو الشيخ، عن مسعر رضي الله عنه قال : لولا ما غمى الله عليكم من تسبيح خلقه ما تقاررتم.
وأخرج أبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ﴾ قال : كل شيء فيه الروح يسبح.
وأخرج أبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ﴾ قال : صلاة الخلق تسبيحهم، سبحان الله وبحمده.