وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قرأ ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ﴾ قال :« يجلسه على السرير ».
وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أوّل من تَنْشَقُّ عنه الأرض ولا فخر... فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم عليه السلام فيقولون : أنت أبونا فاشفع لنا إلى ربك. فيقول : إني أذنبت ذنباً أهبطت منه إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحاً. فيأتون نوحاً فيقول : إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقول : ائتوا موسى. فيأتون موسى ﷺ فيقول : إني قتلت نفساً، ولكن ائتوا عيسى. فيأتون عيسى عليه السلام فيقول : إني عُبِدْتُ من دون الله، ولكن ائتوا محمداً ﷺ. فيأتوني فأنطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها، فيقال : من هذا؟ فأقول : محمد. فيفتحون لي ويقولون : مرحباً. فأخرّ ساجداً فيلهمني الله تعالى من الثناء والحمد والمجد، فيقال : ارفع رأسك... سل تُعْطَ، واشفع تُشَفّعْ، وقل يسمع لقولك. فهو المقام المحمود الذي قال الله :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه في قوله :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ﴾ قال : يخرج الله قوماً من النار من أهل الإيمان والقبلة بشفاعة محمد ﷺ، فذلك المقام المحمود.
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه ذكر حديث الجهنّميّين فقيل له : ما هذا الذي تحدث والله تعالى يقول :﴿ إنك من تدخل النار فقد أخزيته ﴾ [ آل عمران : ١٩٢ ] ﴿ وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ﴾ [ السجدة : ٢٠ ] فقال : هل تقرأ القرآن؟ قال : نعم. قال : فهل سمعت فيه بالمقام المحمود؟ قال : نعم. قال : فإنه مقام محمد ﷺ الذي يخرج الله به من يخرج.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يأذن الله تعالى في الشفاعة، فيقوم روح القدس جبريل عليه السلام، ثم يقوم إبراهيم خليل الله ﷺ، ثم يقوم عيسى أو موسى عليهما السلام، ثم يقوم نبيكم ﷺ واقفاً ليشفع، لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع، وهو المقام المحمود الذي قال الله :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ﴾.