أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ قال : أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه تعالى، أنهم إن شكروا النعمة، زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق، وأظهرهم على العالمين.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وإن تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ قال : حق على الله أن يعطي من سأله ويزيد من شكره، والله منعم يحب الشاكرين، فاشكروا لله نَعَمَهُ.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ قال : من طاعتي.
وأخرج ابن المبارك وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان، عن علي بن صالح - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - في قوله ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ قال : لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا، فإنها أهون على الله من ذلك. ولكن، يقول ﴿ لئن شكرتم ﴾ هذه النعمة إنها مني ﴿ لأزيدنكم ﴾ من طاعتي.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب، عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ :« ما أعطي أحد أربعة فمنع أربعة، ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة، لأن الله تعالى يقول ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ وما أعطي أحد الدعاء فمنع الإِجابة، لأن الله يقول ﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾ [ غافر : ٢٩ ] وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة؛ لأن الله يقول ﴿ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ﴾ [ نوح : ١٠ ] وما أعطي أحد التوبة فمنع التقبل؛ لأن الله يقول ﴿ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ﴾ [ الشورى : ٢٥ ] »
وأخرج أحمد والبيهقي، عن أنس - رضي الله عنه - قال :« أتى النبي ﷺ سائل، فأمر له بتمرة فلم يأخذها، وأتاه آخر، فأمر له بتمرة فقبلها وقال : تمرة من رسول الله ﷺ. فقال للجارية : اذهبي إلى أم سلمة فأعطيه الأربعين درهماً التي عندها ».
وأخرج البيهقي عن أنس - رضي الله عنه - :« أن سائلاً أتى النبي ﷺ فأعطاه تمرة، فقال الرجل : سبحان الله!... نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة؟ فقال له النبي ﷺ : أما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثيرة؟ فأتاه آخر فسأله فأعطاه، فقال : تمرة من نبي، لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت، ولا أزال أرجو بركتها أبداً. فأمر له النبي ﷺ بمعروف، وما لبث الرجل أن استغنى ».