وأخرج ابن عبد الحكم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ، عن عمر أنه سمع رجلاً ينادي بمنى : يا ذا القرنين، فقال له عمر رضي الله عنه : ها أنتم قد سميتم بأسماء الأنبياء، فما بالكم وأسماء الملائكة؟
وأخرج ابن أبي حاتم عن جبير بن نفير، أن ذا القرنين ملك من الملائكة أهبطه الله إلى الأرض وآتاه من كل شيء سبباً.
وأخرج الشيرازي في الألقاب عن جبير بن نفير، « أن أحباراً من اليهود قالوا للنبي ﷺ :» حدثنا عن ذي القرنين إن كنت نبياً. فقال رسول الله ﷺ : هو ملك مسح الأرض بالأسباب « ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : كان نذير واحد بلغ ما بين المشرق والمغرب، ذو القرنين بلغ السدين وكان نذيراً، ولم أسمع بحق أنه كان نبياً.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الورقاء قال : قلت لعلي بن أبي طالب : ذو القرنين ما كان قرناه؟ قال : لعلك تحسب أن قرنيه ذهب أو فضة، كان نبياً فبعثه الله إلى أناس فدعاهم إلى الله تعالى فقام رجل فضرب قرنه الأيسر فمات، ثم بعثه الله فأحياه، ثم بعثه إلى ناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات، فسماه الله ذا القرنين.
وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر قال : إنما سمي ذو القرنين ذا القرنين، لشجتين شجهما على قرنيه في الله، وكان أسود.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه، أن ذا القرنين أول من لبس العمامة، وذاك أنه كان في رأسه قرنان كالظلفين متحركان فلبس العمامة من أجل ذلك، وأنه دخل الحمام ودخل كاتبه معه فوضع ذو القرنين العمامة فقال لكاتبه : هذا أمر لم يطلع عليه خلق غيرك، فإن سمعت به من أحد قتلتك. فخرج الكاتب من الحمام فأخذه كهيئة الموت، فأتى الصحراء فوضع فمه بالأرض ثم نادى : ألا إن للملك قرنين. فأنبت الله من كلمته قصبتين، فمر بهما راع فأعجب بهما فقطعهما واتخذهما مزماراً، فكان إذا زمر خرج من القصبتين : ألا إن للملك قرنين. فانتشر ذلك في المدينة، فأرسل ذو القرنين إلى الكاتب فقال : لتصدقني أو لأقْتُلَنّكَ. فقص عليه الكاتب القصة، فقال ذو القرنين : هذا أمر أراد الله أن يبديه. فوضع العمامة عن رأسه.
وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل، عن عقبة بن عامر الجهني قال :« كنت أخدم رسول الله ﷺ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا : من يستأذن لنا على النبي ﷺ ؟ فدخلت على النبي ﷺ فأخبرته فقال : ما لي ولهم، سألوني عما لا أدري؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما أعلمني ربي تعالى.