وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الواحد بن زيد قال : قلت للحسن : أخبرني عن الرياء؟ أشرك هو؟ قال : نعم يا بني، وما تقرأ ﴿ فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ﴾.
وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال : قال النبي ﷺ :
« إذا جمع الله الأولين والآخرين ببقيع واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، قال : أنا خير شريك، كل عَمل عُمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك، فأنا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم إلا خالصاً. ثم قرأ ﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾ [ الصافات : ٤٠ ] ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ﴾ ».
وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجة والبيهقي، عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إذا جمع الله الأوّلين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ : من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك ».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة، « أن رجلاً قال :» يا رسول الله، الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من الدنيا؟ قال : لا أجر له. فأعظم الناس هذه فعاد الرجل، فقال : لا أجر له « ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن مردويه والحالكم وصححه والبيهقي، عن شداد بن أوس قال : كنا نعد الرياء على عهد رسول الله ﷺ الشرك الأصغر.
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي، عن شداد بن أوس : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك. ثم قرأ ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه ﴾ الآية ».
وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه، عن شداد بن أوس رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، أنا عنه غني ».
وأخرج البزار وابن منده والبيهقي وابن عساكر، « عن عبد الرحمن بن غنم أنه قيل له :» أسمعت رسول الله ﷺ يقول : من صام رياء فقد أشرك، ومن صلى رياء فقد أشرك، ومن تصدق رياء فقد أشرك؟؟ قال : بلى، ولكن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه ﴾ فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال : ألا أفرجها عنكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله، فقال : هي مثل الآية في الروم ﴿ وما آتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ﴾ [ الروم : ٣٩ ] فمن عمل رياء لم يُكْتَبْ لا له ولا عليه « ».


الصفحة التالية
Icon