وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ :« الحسن والحسين سيداً شباب أهل الجنة - إلا ابني الخالة - عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا ».
وأخرج الحاكم من طريق سمرة، عن كعب قال : كان يحيى لا يقرب النساء ولا يشتهيهن، وكان شاباً حسن الوجه، لين الجناح، قليل الشعر، قصير الأصابع، طويل الأنف، أقرن الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة، قوياً في الطاعة.
وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه وابن عساكر، عن أبي بن كعب : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إن من هوان الدنيا على الله، أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة ».
وأخرج الحاكم عن عبد الله بن الزبير قال : من أنكر البلاء، فإني لا أنكره، لقد ذكر لي أنما قتل يحيى بن زكريا في زانية.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريقه : أنا أبو يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس : أن رسول الله ﷺ ليلة أسري به رأى زكريا في السماء فسلم عليه فقال له :« يا أبا يحيى، خبرني عن قتلك كيف كان؟ ولم قتلك بنو إسرائيل؟ قال : يا محمد، إن يحيى كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجهاً، وكان كما قال الله :﴿ سيداً وحصوراً ﴾ وكان لا يحتاج إلى النساء، فهويته امرأة ملك بني إسرائيل وكانت بغية فأرسلت إليه، وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، وأجمعت على قتل يحيى، وَلَهُم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب، فخرج الملك للعيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجباً، ولم تكن تسأله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك : سليني فما تسأليني شيئاً إلا أعطيتك، قالت : أريد دم يحيى بن زكريا. قال لها : سليني غيره. قالت : هو ذاك. قال : هو لك، فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، فذبح في طست، وحمل رأسه ودمه إليها. فقال النبي ﷺ : فما بلغ من صبرك؟ قال : ما انفتلت من صلاتي، فلما حمل رأسه إليها ووضع بين يديها، - فلما أمسوا - خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل : لقد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا، فنقتل زكريا، فخرجوا في طلبي ليقتلوني، فجاءني النذير، فهربت منهم وإبليس أمامهم يدلهم علي : فلما أن تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني فقالت : إلي إلي، وانصدعت لي، فدخلت فيها، وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجاً من الشجرة، وجاء بنو إسرائيل، فقال إبليس : أما رأيتموه دخل هذه الشجرة! هذا طرف ردائه دخل به الشجرة، فقالوا : نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس : شقوه بالمنشار شقاً.


الصفحة التالية
Icon