فنزلت :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾ إلى آخر الآية. زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم، فكان ذلك الجواب لمحمد.
وأخرج ابن مردويه، عن أنس قال :« سئل النبي ﷺ : أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال : ما أدري حتى أسأل جبريل، وكان قد أبطأ عليه فقال : لقد أبطأت عليّ حتى ظننت أن بربي عليّ موجدة!... فقال :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة قال :« أبطأ جبريل على النبي - ﷺ أربعين يوماً ثم أنزل، فقال له النبي - صلى الله عليهه وسلم - » ما نزلت حتى اشتقت إليك « فقال له جبريل :» أنا كنت إليك أشوق ولكني مأمور « فأوحى الله إلى جبريل أن قل له :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي قال : احتبس جبريل عن النبي - ﷺ - بمكة حتى حزن واشتد عليه، فشكا إلى خديجة، فقالت خديجة : لعل ربك قد ودعك أو قلاك، فنزل جبريل بهذه الآية :﴿ ما ودعك ربك وما قلى ﴾ [ الضحى : ٢ ] قال : يا جبريل، احتبست عني حتى ساء ظني، فقال جبريل :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد قال :« لبث جبريل عن النبي - ﷺ اثني عشرة ليلة، فلما جاءه قال :» لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن « فنزلت الآية.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال :»
أبطأت الرسل على رسول الله - ﷺ - ثم أتاه جبريل فقال :« ما حبسك عني » قال : كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم، ولا تنقون براجمكم، ولا تأخذون شواربكم ولا تستاكون وقرأ ﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾ «.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : احتبس جبريل، عن النبي - ﷺ - فوجد رسول الله ﷺ من ذلك، وحزن فأتاه جبريل وقال : يا محمد :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا ﴾ يعني من الدنيا ﴿ وما خلفنا ﴾ يعني من الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة ﴿ له ما بين أيدينا ﴾ قال : الدنيا ﴿ وما خلفنا ﴾ قال : الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - ﴿ له ما بين أيدينا ﴾ قال : من أمر الآخرة ﴿ وما خلفنا ﴾ من أمر الدنيا ﴿ وما بين ذلك ﴾ ما بين الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وما بين ذلك ﴾ قال : ما بين النفختين.


الصفحة التالية
Icon