« هو المؤمن في قبره، عند محنته يأتيه ممتحناه فيقولان : من ربك وما دينك ومن نبيك؟؟؟... فيقول : الله ربي وديني الإِسلام. فيقولان : ثبتك الله لما يحب ويرضى. ويفسحان له في قبره مد البصر، ويفتحان له باباً إلى الجنة ويقولان : نم قرير العين نومة الشاب النائم الآمن في خير مقيل. وفيه نزلت ﴿ أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً ﴾ أما الكافر، فإنهما يقولان : من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول : لا أدري... فيقولان : لا دريت ولا اهتديت. فيضربانه بسوط من النار يذعر لها كل دابة ما خلا الجن والإِنس، ثم يفتحان له باباً إلى النار ويضيق عليه قبره حتى يخرج دماغه من بين أظفاره ولحمه ».
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا وضع الميت في قبره، جاءه ملكان فسألاه فقالا : كيف تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظهركم الذي يقال له محمد؟ فلقنه الله الثبات، وثبات القبر خمس : أن يقول العبد : ربي الله، وديني الإِسلام... ونبيي محمد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ثم قالا له : اسكن، فإنك عشت مؤمناً ومت مؤمناً وتبعث مؤمناً. ثم أرياه منزله من الجنة يتلألأ بنور عرش الرحمن ».
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه من طريق قتادة رضي الله عنه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن العبد إذا وضع في قبر وتولى عنه أصحابه : إنه ليسمع قرع نعالهم، يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ - زاد ابن مردويه :- الذي كان بين أظهركم الذي يقال له محمد ﷺ ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : اشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة.
قال النبي ﷺ : فيراهما جميعاً »
قال قتادة رضي الله عنه : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ويملأ عليه خضراً. وأما المنافق والكافر، فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول : لا أدري، كنت أقول كما يقول الناس. فيقال : لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطراق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين.
وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه والبيهقي في عذاب القبر، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن هذه الأمة تبتلى في قبورها؛ وإن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله : ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه قال : كنت أعبد الله. فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول : هو عبد الله ورسوله. فما يسأل عن شيء بعدها، فينطلق إلى بيت كان له في النار فيقال له : هذا بيتك كان لك في النار، ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك بيتاً في الجنة. فيقول : دعوني حتى أذهب فابشر أهلي!.... فيقال له : اسكن. وإن الكافر إذا وضع في قبره، أتاه ملك فينتهره فيقول له : ما كنت تعبد؟ فيقول : لا أدري. فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول : كنت أقول ما يقول الناس. فيضربونه بمطراق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق إلا الثقلين ».


الصفحة التالية
Icon