أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ الر ﴾ و ﴿ الم ﴾ قال : فواتح يفتتح بها كلامه ﴿ تلك آيات الكتاب ﴾ قال التوراة والإِنجيل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ الر تلك آيات الكتاب ﴾ قال : الكتب التي كانت قبل القرآن ﴿ وقرآن مبين ﴾ قال : مبين، والله هداه ورشده وخيره.
قوله تعالى :﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة، عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قالوا : ودّ المشركون يوم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا على النار أنهم كانوا مؤمنين بمحمد ﷺ.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ربما يود الذين كفروا ﴾ قال : ذلك يوم القيامة، يتمنى الذين كفروا ﴿ لو كانوا مسلمين ﴾ قال : موحدين.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قال : هذا في الجهنميين، إذا رأوهم يخرجون من النار.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد بن السري في الزهد، وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث والنشور، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما زال الله يشفع ويدخل الجنة ويشفع ويرحم، حتى يقول : من كان مسلماً فليدخل الجنة. فذلك قوله ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث، عن ابن عباس وأنس رضي الله عنهما، أنهما تذاكرا هذه الآية ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ فقالا : هذا حيث يجمع الله بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين في النار، فيقول المشركون : ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون... ! فيغضب الله لهم، فيخرجهم بفضل رحمته.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد والبيهقي، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قال : إذا خرج من النار من قال لا إله إلا الله.
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن ناساً من أمي يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون : ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم نفعكم. فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله تعالى من النار، ثم قرأ رسول الله ﷺ ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ ».