وأخرج ابن جرير « عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله ﷺ لما قفل عن غزوة العسرة ومعه أصحابه بعد ما شارف المدينة، قرأ ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ﴾ فذكر نحوه، إلا أنه زاد فيه :» لم يكن رسولان إلا أن كان بينهما فترة من الجاهلية فهم أهل النار، وإنكم بين ظهراني خليقتين لا يعادهما أحد من أهل الأرض إلا كثرتاه، وهم يأجوج ومأجوج وهم أهل النار، وتكمل العدة من المنافقين « ».
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أنس قال :« نزلت ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ﴾ إلى قوله ﴿ ولكن عذاب الله شديد ﴾ على النبي ﷺ وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال : أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم يقول الله لآدم :» يا آدم، قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فكَبُر ذلك على المسلمين، فقال النبي ﷺ سددوا وقاربوا وابشروا، فوالذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا أكثرتاه : يأجوج ومأجوج ومن هلك من كفرة الإنس والجن « ».
وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« تلا رسول الله ﷺ هذه الآية - وأصحابه عنده - ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ﴾ فقال :» هل تدرون أي يوم ذاك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : ذاك يوم يقول الله يا آدم، قم فابعث بعث النار. فيقول : يا رب، من كم؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحداً إلى الجنة. فشق ذلك على القوم، فقال رسول الله ﷺ : إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، ثم قال : اعملوا وأبشروا، فإنكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد إلا أكثرتاه : يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم في الأمم كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإنما أمتي جزء من ألف جزء « ».
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس قال :« بينا رسول الله ﷺ في مسيره في غزوة بني المصطلق، إذ أنزل الله ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم ﴾ إلى قوله ﴿ ولكن عذاب الله شديد ﴾ فلما أنزلت عليه وقف على ناقته ثم رفع بها صوته فتلاها على أصحابه، ثم قال لهم : أتدرون أي يوم ذاك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : ذاك يوم يقول الله لآدم : يا آدم، ابعث بعث النار من ولدك. فيقول : يا رب، من كل كم؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحداً إلى الجنة. فبكى المسلمون بكاء شديداً ودخل عليهم أمر شديد. فقال : والذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في الشاة السوداء، وإني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة ».


الصفحة التالية
Icon