« إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة، حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدمه وهو الصهر، ثم يعاد كما كان ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : يأتيه الملك يحمل الإناء بكليتين من حرارته، فإذا أدناه من وجهه يكرهه فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفدغ دماغه، ثم يفرغ الإناء من دماغه فيصل إلى جوفه من دماغه. فذلك قوله ﴿ يصهر به ما في بطونهم والجلود ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية، عن سعيد ابن جبير قال : إذا جاء أهل النار في النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختنست جلود وجوههم، فلو أن ماراً يمر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم بها، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل، وهو الذي قد سقطت عنه الجلود و ﴿ يصهر به ما في بطونهم ﴾ يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم، ثم يضربون. بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالويل والثبور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ يصهر به ما في بطونهم والجلود ﴾ قال : يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم. وفي قوله ﴿ ولهم مقامع من حديد ﴾ قال : يضربون بها فيقع كل عضو على حياله.
وأخرج ابن الأنباري والطستي في مسائله، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ يصهر ﴾ قال : يذاب ﴿ ما في بطونهم ﴾ إذا شربوا الحميم. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :
سخنت صهارته فظل عثانه | في شيطل كعب به تتردد |
وظل مرتثياً للشمس تصهره | حتى إذا الشمس قامت جانباً عدلاً |
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله ﴿ يصهر به ما في بطونهم ﴾ قال : يذاب إذابة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك مثله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ﴿ يصهر به ﴾ قال : يذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله ﴿ يصهر به ﴾ قال : يذاب كما يذاب الشحم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله ﴿ ولهم مقامع ﴾ قال : مطارق.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار، فإن حرها شديد وإن قعرها بعيد وإن مقامعها حديد.
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله ﷺ قال :