.. أيها الناس، أجيبوا ربكم. فأجابه من أخذ الله ميثاقه بالحج إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ وأذن في الناس بالحج ﴾ يعني بالناس أهل القبلة، ألم تسمع أنه قال ﴿ إن أول بيت وضع للناس... ﴾ [ آل عمران : ٩٦ ] إلى قوله ﴿ ومن دخله كان آمناً ﴾ [ آل عمران : ٩٧ ] يقول : ومن دخله من الناس الذين أمر أن يؤذن فيهم وكتب عليهم الحج.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس، ﴿ يأتوك رجالاً ﴾ قال : مشاة ﴿ وعلى كل ضامر ﴾ قال : الإبل ﴿ يأتين من كل فج عميق ﴾ قال : بعيد.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن محمد بن كعب القرظي قال : سمعت ابن عباس يقول : ما آسى على شيء إلا أني لم أكن حججت راجلاً؛ لأني سمعت الله يقول ﴿ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر ﴾ وهكذا كان يقرأوها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما آسى على شيء فاتني، إلا أني لم أحج ماشياً حتى أدركني الكبر أسمع الله تعالى يقول ﴿ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر ﴾ فبدأ بالرجال قبل الركبان.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد، أن إبراهيم وإسماعيل حجا وهما ماشيان.
وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« من حج من مكة ماشياً حتى يرجع إلى مكة، كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم. قيل : وما حسنات الحرم؟ قال : بكل حسنة مائة ألف حسنة ».
وأخرج ابن سعد وابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس رضي الله عنهما : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة، وللماشي بكل قدم سبعمائة حسنة من حسنات الحرم. قيل : يا رسول الله، وما حسنات الحرم!؟ قال : الحسنة مائة ألف حسنة ».
وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ « إن الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة ».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ يأتوك رجالاً ﴾ قال : على أرجلهم ﴿ وعلى كل ضامر ﴾ قال : الإبل ﴿ يأتون من كل فج عميق ﴾ يعني مكان بعيد.
وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانوا يحجون ولا يتزوّدون، فأنزل الله ﴿ وتزودوا ﴾ [ البقرة : ١٩٧ ]. وكانوا يحجون ولا يركبون، فأنزل الله ﴿ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر ﴾ فأمرهم بالزاد ورخص لهم في الركوب والمتجر.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ من كل فج عميق ﴾ قال : طريق بعيد قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :