وأخرج الطبراني، عن عروة مثله سواء.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا : جلس رسول الله - ﷺ - في ناد من أندية قريش كثير أهله، فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء؛ فيتفرقون عنه. فأنزل الله عليه ﴿ والنجم إذا هوى ﴾ [ النجم : ١ ] فقرأها رسول الله - ﷺ - حتى بلغ ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ [ النجم : ١٩ ]. ألقى الشيطان كلمتين : تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. فتكلم بها، ثم مضى فقرأ السورة كلها، ثم سجد في آخر السورة وسجد القوم جميعاً معه، ورضوا بما تكلم به، فلما أمسى أتاه جبريل فعرض عليه السورة، فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال : ما جئتك بهاتين الكلمتين. فقال رسول الله :- ﷺ - افتريت على الله وقلت ما لم يقل. فأوحى الله إليه ﴿ وإن كادوا ليفتنونك ﴾ [ الإسراء : ٧٣ ] إلى قوله ﴿ نصيراً ﴾ [ الإسراء : ٧٥ ] فما زال مغموماً مهموماً من شأن الكلمتين، حتى نزلت ﴿ وما أرسلنا من قبلك ﴾. فسري عنه وطابت نفسه.
وأخرج ابن جرير، عن الضحاك : أن النبي - ﷺ - وهو بمكة أنزل عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها، فسمعه أهل مكة وهو يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك ودنوا يسمعون، فألقى الشيطان في تلاوته : تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى، فقرأها النبي ﷺ كذلك، فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك ﴾ إلى قوله ﴿ حكيم ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند صحيح، عن أبي العالية قال : قال المشركون لرسول الله ﷺ : لو ذكرت آلهتنا في قولك قعدنا معك، فإنه ليس معك إلا أراذل الناس وضعفاؤهم، فكانوا إذا رأونا عندك تحدث الناس بذلك فأتوك. فقام يصلي فقرأ ﴿ والنجم ﴾ حتى بلغ ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى ومثلهن لا ينسى، فلما فرغ من ختم السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون. فبلغ الحبشة : ان الناس قد أسلموا، فشق ذلك على النبي - ﷺ - فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك ﴾ إلى قوله ﴿ عذاب يوم عقيم ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية قال : نزلت سورة النجم بمكة، فقالت قريش : يا محمد، إنه يجالسك الفقراء والمساكين ويأتيك الناس من أقطار الأرض، فإن ذكرت آلهتنا بخير جالسناك، فقرأ رسول الله - ﷺ - سورة ﴿ النجم ﴾ فلما أتى على هذه الآية ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ [ النجم : ١٩ ] ألقى الشيطان على لسانه : وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى. فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون، إلا أبا احيحة [ ] سعيد بن العاص؛ فإنه أخذ كفاً من تراب فسجد عليها وقال : قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير، فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة : أن قريشاً قد أسلمت، فأرادوا أن يقبلوا واشتد على رسول الله ﷺ وعلى أصحابه ما ألقى الشيطان على لسانه، فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾.


الصفحة التالية
Icon