﴿ ولا يأتل ﴾ يريد ولا يحلف ﴿ أولوا الفضل منكم والسعة ﴾ يريد ولا يحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح ﴿ أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ﴾ فقد جعلت فيك يا أبا بكر الفضل، وجعلت عندك السعة والمعرفة بالله، فسخطت يا أبا بكر على مسطح فله قرابة، وله هجرة، ومسكنة، ومشاهد رضيتها منه يوم بدر ﴿ ألا تحبون ﴾ يا أبا بكر ﴿ أن يغفر الله لكم ﴾ يريد فاغفر لمسطح ﴿ والله غفور رحيم ﴾ يريد فإني غفور لمن أخطأ، رحيم بأوليائي.
﴿ إن الذين يرمون المحصنات ﴾ يريد العفائف ﴿ الغافلات المؤمنات ﴾ يريد المصدقات بتوحيد الله وبرسله وقد قال حسان بن ثابت في عائشة :

حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت عائشة : لكنك لست كذلك ﴿ لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ﴾ يقول أخرجهم من الإِيمان مثل قوله في سورة الأحزاب للمنافقين ﴿ ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتِّلوا تقتيلاً ﴾ [ الأحزاب : ٦١ ].
﴿ والذي تولى كبره ﴾ يريد كبر القذف وإشاعته عبدالله بن أبي الملعون ﴿ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ﴾ يريد أن الله ختم على ألسنتهم فشهدت الجوارح، وتكلمت على أهلها بذلك، وذلك أنهم قالوا تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين، فختم الله على ألسنتهم، فتكلمت الجوارح بما عملوا، ثم شهدت ألسنتهم عليهم بعد ذلك. ﴿ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ﴾ يريد يجازيهم بأعمالهم بالحق، كما يجازي أولياءه بالثواب، كذلك يجازي أعداءه بالعقاب، كقوله في الحمد ﴿ مالك يوم الدين ﴾ يريد يوم الجزاء ﴿ ويعلمون ﴾ يريد يوم القيامة ﴿ أن الله هو الحق المبين ﴾ وذلك أن عبدالله بن أبي كان يشك في الدنيا، وكان رأس المنافقين فذلك قوله ﴿ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ﴾ ويعلم ابن سلول ﴿ إن الله هو الحق المبين ﴾ يريد انقطع الشك واستيقن حيث لا ينفعه اليقين.
﴿ الخبيثات للخبيثين ﴾ يريد أمثال عبدالله بن أبي، ومن شك في الله ويقذف مثل سيدة نساء العالمين ﴿ والطيبات للطيبين ﴾ عائشة طيبها الله لرسوله. أتى بها جبريل في سرقة من حرير قبل أن تصور في رحم أمها فقال له : عائشة بنت أبي بكر زوجتك في الدنيا، وزوجتك في الجنة عوضاً من خديجة، وذلك عند موتها بشر بها رسول الله ﷺ، وقر بها عيناه.


الصفحة التالية
Icon