﴿ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً ﴾ يعني القذف ﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾ يعني مصدقين ﴿ ويبين الله لكم الآيات ﴾ يعني ما ذكر من المواعظ ﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ﴾ تفشوا ويظهر الزنا ﴿ لهم عذاب أليم في الدنيا ﴾ بالحد ﴿ وفي الآخرة عذاب النار ﴾.
﴿ ولولا فضل الله ﴾ لعاقبكم بما قلتم لعائشة ﴿ وإن الله رؤوف رحيم ﴾ حين عفا عنكم فلم يعاقبكم ﴿ ومن يتبع خطوات الشيطان ﴾ يعني تزيينه ﴿ فإنه يأمر بالفحشاء ﴾ يعني بالمعاصي ﴿ والمنكر ﴾ ما لا يعرف مثل ما قيل لعائشة ﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ﴾ يعني نعمته ﴿ ما زكا ﴾ ما صلح ﴿ ولكن الله يزكي ﴾ يصلح ﴿ من يشاء ﴾.
فلما أنزل الله عذر عائشة، وبرأها، وكذب الذين قذفوها، حلف أبو بكر أن لا يصل مسطح بن أثاثة بشيء أبداً، لأنه كان فيمن ادعى على عائشة من القذف، وكان مسطح من المهاجرين الأولين، وكان ابن خالة أبي بكر، وكان يتيماً في حجره فقيراً، فلما حلف أبو بكر أن لا يصله نزلت في أبي بكر ﴿ ولا يأتل ﴾ أي ولا يحلف ﴿ أولوا الفضل منكم ﴾ يعني في الغنى أبا بكر الصديق ﴿ والسعة ﴾ يعني في الرزق ﴿ أن يؤتوا أولي القربى ﴾ يعني مسطح بن أثاثة قرابة أبي بكر وابن خالته ﴿ والمساكين ﴾ يعني أن مسطحاً كان فقيراً ﴿ والمهاجرين في سبيل الله ﴾ يعني أن مسطحاً كان من المهاجرين ﴿ وليعفوا وليصفحوا ﴾ يعني ليتجاوزوا عن مسطح ﴿ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ﴾ فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر : أما تحب أن يغفر الله لك قال : بلى يا رسول الله قال : فاعف واصفح فقال أبو بكر : قد عفوت وصفحت لا أمنعه معروفاً بعد اليوم.
﴿ إن الذين يرمون المحصنات ﴾ يعني يقذفون بالزنا الحافظات لفروجهن العفائف ﴿ الغافلات ﴾ يعني عن الفواحش يعني عائشة ﴿ المؤمنات ﴾ يعني الصادقات ﴿ لعنوا ﴾ يعني جلدوا ﴿ في الدنيا والآخرة ﴾ يعذبون بالنار يعني عبدالله بن أبي لأنه منافق له عذاب عظيم.
﴿ يوم تشهد عليهم ألسنتهم ﴾ يعني من قذف عائشة يوم القيامة ﴿ يومئذ ﴾ يعني في الآخرة ﴿ يوفيهم الله دينهم الحق ﴾ حسابهم العدل لا يظلمهم ﴿ ويعلمون أن الله هو الحق المبين ﴾ يعني العدل المبين ﴿ الخبيثات ﴾ يعني السيء من الكلام قذف عائشة ﴿ للخبيثين ﴾ من الرجال والنساء يعني الذين قذفوها ﴿ والخبيثون ﴾ يعني من الرجال والنساء ﴿ للخبيثات ﴾ يعني السيء من الكلام لأنه يليق بهم الكلام السيء ﴿ والطيبات ﴾ يعني الحسن من الكلام ﴿ للطيبين ﴾ من الرجال والنساء يعني الذين ظنوا بالمؤمنين والمؤمنات خيراً ﴿ والطيبون ﴾ من الرجال والنساء ﴿ للطيبات ﴾ للحسن من الكلام لأنه يليق بهم الكلام الحسن ﴿ أولئك ﴾ يعني الطيبين من الرجال والنساء ﴿ مبرأون مما يقولون ﴾ هم براء من الكلام السيء ﴿ لهم مغفرة ﴾ يعني لذنوبهم ﴿ ورزق كريم ﴾ يعني حسنا في الجنة فلما أنزل الله عذر عائشة ضمها رسول الله ﷺ إلى نفسه وهي من أزواجه في الجنة.