أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال :« مر رجل على عهد رسول الله ﷺ في طريق من طرقات المدينة، فنظر إلى امرأة ونظرت إليه، فوسوس لهما الشيطان : إنه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا اعجاباً به، فبينا الرجل يمشي إلى جنب حائط ينظر إليها، إذ استقبله الحائط فشق أنفه فقال : والله لا اغسل الدم حتى آتي رسول الله ﷺ، فاعلمه أمري، فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي ﷺ :» هذا عقوبة ذنبك « وأنزل الله ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... ﴾ الآية ».
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... ﴾ الآية أي عما لا يحل لهم ﴿ ويحفظوا فروجهم ﴾ أي عما لا يحل لهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ﴾ قال من شهواتهم عما يكره الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ﴾ يعني أبصارهم، فمن هنا صلة في الكلام. يعني يحفظوا أبصارهم عما لا يحل لهم النظر إليه، ويحفظوا فروجهم عن الفواحش ﴿ ذلك أزكى لهم ﴾ يعني غض البصر، وحفظ الفرج.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : كل آية يذكر فيها حفظ الفرج، فهو من الزنا إلا هذه الآية في النور ﴿ ويحفظوا فروجهم ﴾ ﴿ ويحفظن فروجهن ﴾ فهو ان يراها.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك قلت : يا نبي الله إذا كان القوم بعضهم في بعض قال : إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها قلت : إذا كان أحدنا خالياً قال : الله أحق أن يستحي منه من الناس.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن العلاء بن زياد قال : كان يقال لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة، فإن النظر يجعل شبقاً في القلب.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : الشيطان من الرجل على ثلاثة منازل : على عينيه، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة على ثلاثة : على عينها، وقلبها، وعجزها.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن جرير البجلي قال : سألت رسول الله ﷺ عن نظرة الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن بريدة قال : قال رسول الله ﷺ لعلي


الصفحة التالية
Icon