وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن هارون مر بالسامري وهو يتنحت العجل فقال له : ما تصنع؟ قال : اصنع ما لا يضر ولا ينفع! فقال هارون : اللهم أعطه ما سأل على نفسه، ومضى هارون فقال السامري : اللهم إني أسألك أن يخور، فخار. فكان إذا خار سجدوا له، وإذا خار رفعوا رؤوسهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن بني إسرائيل استعاروا حليا من القبط، فخرجوا به معهم، فقال لهم هارون : قد ذهب موسى إلى السماء اجمعوا هذا الحلي حتى يجيء موسى، فيقضي فيه ما قضى، فجمع ثم أذيب، فلما ألقى السامري القبضة تحول ﴿ عجلاً جسداً له خوار ﴾ فقال :﴿ هذا إلهكم وإله موسى فنسي ﴾ قال : إن موسى ذهب يطلب ربه، فضل فلم يعلم مكانه وهو هذا.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن علي رضي الله عنه قال : إن جبريل لما نزل فصعد بموسى إلى السماء، بصر به السامري من بين الناس، فقبض قبضة من أثر الفرس، وحمل جبريل موسى خلفه حتى إذا دنا من باب السماء صعد، وكتب الله الألواح، وهو يسمع صرير الأقلام في الألواح، فلما أخبره أن قومه قد فتنوا من بعده، نزل موسى فأخذ العجل فأحرقه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان السامري من أهل كرمان.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه قال انطلق موسى إلى ربه فكلمه قال له :﴿ ما أعجلك عن قومك يا موسى ﴾ ﴿ قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ﴾ قال :﴿ فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ﴾ فلما خبره خبرهم قال : يا رب، هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل. أرأيت الروح من نفخها فيه؟ قال الرب : أنا. قال : يا رب. فأنت إذاً أضللتهم. ثم رجع ﴿ موسى إلى قومه غضبان أسفاً ﴾ قال : حزيناً ﴿ قال يا قوم ألم يَعِدَكُم ربكم وعداً حسناً ﴾ إلى قوله :﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ يقول : بطاقتنا ﴿ ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم ﴾ يقول : من حلي القبط :﴿ فقذفناها فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلاً جسداً خوار ﴾ ﴿ فعكفوا عليه يعبدونه ﴾ وكان يخور ويمشي. فقال لهم هارون :﴿ يا قوم إنما فتنتم به ﴾ يقول ابتليتم بالعجل. قال :﴿ فما خطبك يا سامري ﴾ ما بالك. إلى قوله :﴿ وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليك عاكفاً لنحرقنه ﴾ قال : فأخذه فذبحه ثم خرقه بالمبرد. يعني سحكه، ثم ذراه في اليم. فلم يبق نهر يجري يومئذ إلا وقع فيه منه شيء، ثم قال لهم موسى : اشربوا منه، فشربوا.