سألت ابن مسعود قال : سألتني عما سألت عنه رسول الله ﷺ فقلت « يا رسول الله أي الأعمال أحبها إلى الله وأقربها من الله؟ قال : الصلاة لوقتها قلت : ثم ماذا على اثر ذلك؟ قال : ثم بر الوالدين قلت : ثم ماذا على أثر ذلك؟ قال : الجهاد في سبيل الله، ولو استزدته لزادني قلت : فأي الأعمال أبغضها إلى الله وأبعدها من الله؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك، وأن تقتل ولدك أن يأكل معك، وإن تزاني حليلة جارك، ثم قرأ ﴿ والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر.. ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قتادة قال : قال رسول الله ﷺ لرجل « إن الله ينهاك أن تعبد المخلوق وتذر الخالق، وينهاك أن تقتل ولدك وتغدو كلبك، وينهاك أن تزني بحليلة جارك ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر في قوله ﴿ يلق أثاماً ﴾ قال : واد في جهنم.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ﴿ يلق أثاماً ﴾ قال : واد في جهنم من قيح ودم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال :﴿ أثام ﴾ أودية في جهنم فيها الزناة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ يلق أثاماً ﴾ قال : نكالاً. وكنا نحدث أنه واد في جهنم، وذكر لنا أن لقمان كان يقول : يا بني إياك والزنا فإن أوّله مخافة، وآخره ندامة.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن شفي الأصبحي قال : إن في جهنم وادياً يدعى : أثاماً. فيه حيات وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة من السم، والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة.
وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ يلق أثاماً ﴾ ما الأثام؟ قال : الجزاء قال فيه عامر بن الطفيل :

وروّينا الأسنة من صداء ولاقت حمير منا أثاما
وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قرأ ( ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ).
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ « يضاعف » بالرفع « له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه » بنصب الياء ورفع اللام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ﴿ ويخلد فيه ﴾ يعني في العذاب ﴿ مهاناً ﴾ يعني يهان فيه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت ﴿ والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ﴾ اشتد ذلك على المسلمين فقالوا : ما منا أحد إلا أشرك، وقتل، وزنى، فأنزل الله ﴿ يا عبادي الذين أسرفوا... ﴾ [ الزمر : ٥٣ ]. يقول لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك، ثم نزلت بعده ﴿ إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ﴾ فأبدلهم الله بالكفر الإِسلام، وبالمعصية الطاعة، وبالانكار المعرفة، وبالجهالة العلم.


الصفحة التالية
Icon