أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : تهاجى رجلان على عهد رسول الله ﷺ، أحدهما من الأنصار؛ والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله ﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون.. ﴾ الآيات.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس. فأنزل الله ﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾.
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عروة قال : لما نزلت ﴿ والشعراء ﴾ إلى قوله ﴿ ما لا يفعلون ﴾ قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله قد علم الله أني منهم. فأنزل الله ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ إلى قوله ﴿ ينقلبون ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد قال : لما نزلت ﴿ والشعراء... ﴾ جاء عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم يبكون فقالوا : يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء أهلكنا؟ فأنزل الله ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ فدعاهم رسول الله ﷺ فتلاها عليهم.
وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن أبي الحسن مولى بني نوفل؛ أن عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، أتيا رسول الله ﷺ حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ ﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ حتى بلغ ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ قال : أنتم ﴿ وذكروا الله كثيراً ﴾ قال : أنتم ﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ قال : أنتم ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال : الكفار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ﴿ يتبعهم الغاوون ﴾ قال : هم الكفار، يتبعون ضلال الجن والإِنس ﴿ في كل وادٍ يهيمون ﴾ في كل لغو يخوضون ﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ أكثر ولهم مكذبون، ثم استثنى منهم فقال ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً ﴾ في كلامهم ﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ قال : ردوا على الكفار الذين كانون يهجون المؤمنين.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ﴿ والشعراء ﴾ قال : المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي ﷺ ﴿ يتبعهم الغاوون ﴾ غواة الجن ﴿ في كل واد يهيمون ﴾ في كل فن من الكلام يأخذون، ثم استثنى فقال ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ يعني حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، كانوا يذبون عن النبي ﷺ وأصحابه هجاء المشركين.