« إذا كان الوعد الذي قال الله ﴿ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ﴾ قال : ليس ذلك حديثاً ولا كلاماً، ولكنه سمة تسم من أمرها الله به. فيكون خروجها من الصفا ليلة منى، فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض، ولا يخرج خارج، حتى إذا فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك، ونجا من نجا، كان أول خطوة تضعها بانطاكية ».
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمر وقال ﴿ الدابة ﴾ زغباء ذات وبر وريش.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال ﴿ الدابة ﴾ ذات وبر وريش مؤلفة فيها من كل لون، لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج.
وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال : إن دابة الأرض ذات وبر تناغي السماء.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن : أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يريه الدابة. فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لا يرى واحد من طرفها قال : فرأى منظراً فظيعاً فقال : رب ردها. فردها.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت على الإِناء الواحد، فيعرفون مؤمنيهم من كفارهم. قالوا : كيف ذاك؟ قال : إن الدابة تخرج وهي ذامة للناس تمسح كل إنسان على مسجده. فاما المؤمن فتكون نكتة بيضاء. فتفشو في وجهه حتى يبيض لها وجهه، وأما الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه. حتى أنهم ليتبايعون في أسواقهم فيقولون : كيف تبيع هذا يا مؤمن؟ وكيف تبيع هذا يا كافر؟ فما يرد بعضهم على بعض.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : تخرج الدابة بأجياد مما يلي الصفا.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد من طريق سماك عن إبراهيم قال : تخرج الدابة من مكة.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال : تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة، فتأتي الرجل وهو يصلي فتقول : طوّل ما شئت أن تطوّل فوالله لأخطمنك.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال :« تخرج الدابة يوم تخرج وهي ذات عصب وريش تكلم الناس فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء فيبيض وجهه، وتنقط في وجه الكافر نقطة سوداء فيسود وجهه، فيتبايعون في الأسواق بعد ذلك. بم تبيع هذا يا مؤمن، وبم تبيع هذا يا كافر، ثم يخرج الدجال وهو أعور على عينه ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن وكافر ».
وأخرج أحمد وسمويه وابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي ﷺ قال


الصفحة التالية
Icon