وأخرج ابن جرير عن الحكم رضي الله عنه ﴿ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴾ قال : كان بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة، فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه، فأنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي ﷺ ﴿ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴾ هل كانت الجاهلية غير واحدة؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة. فقال : له عمر رضي الله عنه : فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك قال : إن الله يقول ﴿ وجاهدوا في الله حق جهاده ﴾ [ الحج : ٧٨ ] فقال عمر رضي الله عنه : من أمرنا أن نجاهد؟ قال : بني مخزوم، وعبد شمس.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴾ قال : تكون جاهلية أخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت : الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال :﴿ الجاهلية الأولى ﴾ التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام، والجاهلية الآخرة : التي ولد فيها محمد ﷺ.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ﴿ الجاهلية الأولى ﴾ بين عيسى ومحمد ﷺ.
وأخرج ابن جرير عن الشعبيّ رضي الله عنه، مثله.
وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال، فذلك ﴿ تبرج الجاهلية الأولى ﴾.
وأخرج البيهقي في سننه عن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال « شر النساء المتبرجات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ».


الصفحة التالية
Icon