فنزلت آية الحجاب.
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : نزل حجاب رسول الله في عمر. أكل مع النبي طعاماً، فاصاب يده بعض أيدي نساء النبي ﷺ، فأمر بالحجاب.
أخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : ما بقي أحد أعلم بالحجاب مني، ولقد سألني أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت : نزل في زينب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ﴾ إلى قوله ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ قال : غير متحينين طعامه ﴿ ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ﴾ قال : كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث، فجعل النبي ﷺ يخرج ويدخل. ويستحي منهم والله لا يستحي من الحق ﴿ وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ﴾ قال : بلغنا أنهم أمروا بالحجاب عند ذلك ﴿ لا جناح عليهن في آبائهن ﴾ قال : فرخص لهن أن لا يحتجبن من هؤلاء.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : كانوا يجيئون، فيدخلون بيت النبي ﷺ، فيجلسون، فيتحدثون ليدرك الطعام، فأنزل الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ﴾ ليدرك الطعام ﴿ ولا مستأنسين لحديث ﴾ ولا تجلسوا فتحدثوا.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ قال : الانا : النضيج. يعني إذا أدرك الطعام قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول الشاعر :

ينعم ذاك الانا الغبيط كما ينعم غرب المحالة الجمل
وأخرج ابن جرير عن مجاهد « أن رسول الله ﷺ كان يطعم ومعه بعض أصحابه، فاصابت يد رجل منهم يد عائشة رضي الله عنها، فكره ذلك النبي ﷺ، فنزلت آية الحجاب ».
وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها، أن أزواج النبي ﷺ كن يخرجن بالليل إذا برزن إلى المناصع! وهو صعيداً فيح. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للنبي ﷺ : أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله ﷺ يفعل، فخرجت سودة رضي الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر رضي الله عنه بصوته ألا قد عرفناك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله تعالى الحجاب.


الصفحة التالية
Icon