أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص أن رسول الله ﷺ قال :« في حجة الوداع ألا لا يجني جان إلا على نفسه. لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده ».
وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي رمثة قال : انطلقت مع أبي نحو النبي ﷺ، فلما رأيته قال لأبي :« ابنك هذا؟ قال : أي ورب الكعبة قال : أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه. ثم قرأ رسول الله ﷺ ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله ﴿ وإن تدع مثقلة إلى حملها ﴾ قال : إن تدع نفس مثقلة من الخطايا ذا قرابة أو غير ذي قرابة ﴿ لا يحمل ﴾ عنها من خطاياها شيء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ﴾ يكون عليه وزر لا يجد أحداً يحمل عنه من وزره شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ﴾ كنحو ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول : يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني، وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن، يوم القيامة فيقول له : يا مؤمن إن لي عندك يداً قد عرفت كيف كنت في الدنيا، وقد احتجت إليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع له إلى ربه حتى يرده إلى منزلة دون منزلة وهو في النار. وأن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول : يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني خيراً فيقول : يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى، فيقول له ولده : يا أبت ما أيسر ما طلبت؟ ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً، أتخوّف مثل الذي تخوّفت، فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً. ثم يتعلق بزوجته فيقول : يا فلانة أي زوج كنت لك؟ فتثني خيراً فيقول لها : فإني أطلب إليك حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنجو مما ترين. قالت : ما أيسر ما طلبت! ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً، أتخوّف مثل الذي تخوّفت. يقول الله ﴿ وإن تدع مثقلة إلى حملها.... ﴾. ويقول الله ﴿ يوم لا يجزي والد عن ولده ﴾ [ لقمان : ١٣٣ ] و ﴿ يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه... ﴾ [ عبس : ٣٤ ].
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ وإن تدع مثقلة إلى حملها ﴾ أي إلى ذنوبها ﴿ لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ﴾ قال : قرابة قريبة لا يحمل من ذنوبه شيئاً، ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئاً ﴿ إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ﴾ أي يخشون النار، والحساب.