ألا ترى على أثره ﴿ والذين كفروا لهم نار جهنم ﴾ فهؤلاء أهل النار فذكر ذلك للحسن فقال : أبت ذلك عليهم الواقعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ ذكر الجنة فقال « مسوّرون بالذهب والفضة، مكللة بالدر وعليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة، وعليهم تاج كتاج الملوك، جرد، مرد، مكحلون ».
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن حذيفة، سمعت رسول الله ﷺ يقول :« يبعث الله الناس على ثلاثة أصناف، وذلك في قوله ﴿ فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ﴾ فالسابق بالخيرات يدخل الجنة بلا حساب، والمقتصد يحاسب حساباً يسيراً، والظالم لنفسه يدخل الجنة برحمة الله ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ﴿ ثم أورثنا الكتاب ﴾ قال : جعل الله أهل الإِيمان على ثلاثة منازل كقوله ﴿ أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ﴾ [ الواقعة : ٤١ ]، ﴿ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ﴾ [ الواقعة : ٢٧ ]، ﴿ والسابقون السابقون ﴾ [ الواقعة : ١٠ ]، ﴿ أولئك المقربون ﴾ [ الواقعة : ١١ ] فهم على هذا المثال.
وأخرج ابن مردويه عن عمر عن النبي ﷺ في قوله ﴿ فمنهم ظالم لنفسه ﴾ قال : الكافر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ فمنهم ظالم لنفسه ﴾ قال : هذا المنافق ﴿ ومنهم مقتصد ﴾ قال : هذا صاحب اليمين ﴿ ومنهم سابق بالخيرات ﴾ قال : هذا المقرب قال قتادة : كان الناس ثلاث منازل عند الموت، وثلاث منازل في الدنيا، وثلاث منازل في الآخرة. فأما الدنيا فكانوا : مؤمن، ومنافق، ومشرك. وأما عند الموت فإن الله قال :﴿ فأما إن كان من المقربين... ﴾ [ الواقعة : ٨٨ ] ﴿ وأما إن كان من أصحاب اليمين... ﴾ [ الواقعة : ٩٠ ] ﴿ وأما إن كان من المكذبين الضالين ﴾ [ الواقعة : ٩٢ ]. وأما الآخرة فكانوا أزواجاً ثلاثة ﴿ فأصحاب الميمنة ﴾ ﴿ وأصحاب المشئمة ﴾ ﴿ والسابقون السابقون أولئك المقربون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن ﴿ فمنهم ظالم لنفسه ﴾ قال : هو المنافق سقط والمقتصد والسابق بالخيرات في الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي عن عبيد بن عمير في الآية قال : كلهم صالح.
وأخرج عبد بن حميد عن صالح أبي الخليل قال : قال كعب يلومني أحبار بني إسرائيل إني دخلت في أمة فرقهم الله ثم جمعهم، ثم أدخلهم الجنة، ثم تلا هذه الآية ﴿ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ﴾ حتى بلغ ﴿ جنات عدن يدخلونها ﴾ قال : قال فادخلهم الله الجنة جميعاً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : العلماء ثلاثة : منهم عالم لنفسه ولغيره، فذلك أفضلهم وخيرهم. ومنهم عالم لنفسه محسن. ومنهم عالم لا لنفسه ولا لغيره، فذلك شرهم.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مسلم الخولاني قال : قرأت في كتاب الله أن هذه الأمة تصنف يوم القيامة على ثلاثة أصناف : صنف منهم يدخلون الجنة بغير حساب.


الصفحة التالية
Icon